مقالات

مشيرة موسى تكتب “رهبة فعل الخير”

الأسبوع اللى فات كان حر جدااااااااا … كنت رايحة مشوار مهم وكنت محتاجة اسحب فلوس … ماكينة السحب القريبة موجودة على باب سوبر ماركت كبير فى أحد شوارع الشيخ زايد الهادئة … الساعة كانت حوالى أربعة … وانا نازلة من العربية شوفت ست طيبة واقفة مع حفيدها … سحبت الفلوس وبعد ما رجعت العربية لقيتها قربت منى وطلبت بكسوف اخرجها من الشارع الهادى ده ولو ممكن اوصلها عند هايبر … للأسف كان عندى تجربة صعبة جدااااااااا … مخى استدعاها فورا من ” صندوق الذكريات المرعبة ” … اعتذرت … لكن بصيت فى وشها المكسوف بعد احراجى لها … وبصيت فى وش حفيدها اللى بيقول ” مش قلت لك بلاش وعيب كده ” … وغيرت رأيى … قلت ” ممكن اطلعك بره بس … لأن عندى ميعاد مهم “.
الست الجميلة شكرتنى وقالت لحفيدها بلهجة المنتصر ” مش قلت لك انا عارفة انا باعمل ايه ” وبدأت فورا كلامها بالشكر وان النهاردة عيد ميلادها وانها مش من المنطقة … بعين الصحفي الباحث عن اى شىء غير طبيعى … لاحظت تحرك سيارة سوداء كانت راكنة وفيها راجلين … مخى بدأ يرسل إشارات إنذار … أسرعت بالسيارة ناحية الشارع الرئيسى … العربية السودا اختفت … قلت للست ان الشارع ده فيه وسائل نقل مختلفة … وصممت انزلها فى منطقة ظل.
الست الحقيقة شكرتنى وسمعت دعواتها وانا ماشية … كان لازم احكى لكم سبب “رعبى ” الاول … انا كائن مسالم احب فعل الخير وخدمة الناس دون ان يطلب منى ذلك … وطبعا بحب اسمع الدعوات كمان … المهم … من كام سنة كنت لسة باشتغل … وانا خارجة الصبح من الشيخ زايد … لقيت شابة شايلة ابنها … وواضح انها إحدى ضحايا مرض شلل الأطفال … وحسيت بعد ما مشيت انها مش عارفة تعدى الشارع … انا عايزة أوضح ان المنطقة وقتها كانت زحمة خالص واللى مش معاه عربية هيحتاس … وكنت متعودة وانا راجعة من الشغل … أقف واخذ معايا اى حد داخل زايد … اى حد اى حد … ست … راجل … عساكر داخلة القسم … المهم … تانى يوم شوفت نفس الشابة فى نفس المكان … وقفت وأخذتها معايا … كانت عايزة تعدى الشارع الناحية الثانية ” جهة المحور ” … عديتها الشارع وسألت ” هنا كويس” … قالت وهى بتحكي حكايات عن بحثها عن عمل وصعوبة الحياة ” ممكن قدام شوية ” … نسيت اقولكم انى شوفت ورايا عربية سودا فيها راجلين … اهدى العربية تهدى أمشى يمشوا … طيب وصلت امام هيبر … مكان فيه المواصلات وعارفاه كويس لأنى بوصل ليه الست اللى بتساعدنى فى البيت … سألتها هنا كويس … وكنت اديتها مبلغ كمساعدة … مسكت ايدى … قالت قدام شوية … مخى بدأ يحط سيناريوهات للخطر … وعند المفرق اللى قبل المحور وقفت وقلت لها لازم تنزل هنا … العربية السودا وقفت ورايا كمان … اسرعت لادخل المحور … حالتى كانت صعب … رجلين بتترعش وايديا منملة وعندى احساس ما قبل الإغماء … قررت أقف عند أول عربية بوليس على المحور … للأسف لم أجدها فى المكان المعتاد … كلمت ابنى الكبير … طلبت منه يلحقنى بسرعة على المحور … هو اتحرك مع صديقه على الفور من القرية الذكية … كلمت اختى قلت لها كلميني بصوت عالى … زعقى … اوعى تخليني افقد الانتباه … وركنت على المحور فى منطقة مخصصة للطوارئ … فتحت الشباك مسافة صغيرة ممكن ابنى يدخل ايده منها يفتح الباب … فتحت الانتظار … سلمت امرى لله … لمحت ابنى وصل مع صديقه … فتحت الباب ولم اشعر بأى شئ إلا وانا فى المستشفى وقد علقوا لى المحاليل … كل حاجة كانت ملخبطة … ضربات القلب والضغط … ايه اللى حصل والله ما اعرف … لكن اتعلمت الدرس بالطريقة الصعبة … بقيت اخاف … وبقيت اخاف على الصغار اكتر … وبقيت افكر بعقلى قبل قلبى … وفعل الخير بأااااه له رهبة … وبعض فعل الخير بيتعمل للأسف بعد تفكير … يعنى مش تلقائي من القلب … وده بيفقده معانى كتيييييير للأسف … احنا كمصريين معروفين بالجدعنة … مش عايزين نفقد الصفة الجميلة دى …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى