مقالات

تليكتابة… تصور + خطوط =؟

 

بقلم _ أسامه بدر

فاكرين كلنا أغنية الفنان الجميل علي الحجار اللي كان بيقول فيها ريشة ويا ريشة يكمل الجناح والله أحلي عيشة عيشة الصباح ولا النجاح ولا الأمل ولا ولا ولا أختار أنت ما تريد في هذه الأغنية هو إختار وأنت أيضا لك الإختيار .

في جملة بتقول الفنون جنون والجنون هنا من وجهة نظري ليس جنون العقل ولكن جنون الأداة التي تستخدمها فأنت تسرح بخيالك وهي تفعل ما يستخرجه عقلك وتحركه مشاعرك .

الجنون كلمة لا يصح أن تطلق على أي أحد أو أي شيء ويجب أن نجعل المصاب في عقله يطلق عليه مختل أو معاق ذهنيا ولكن الجنون الذي سوف أتحدث عنه الأن هو جنون بشر بمجرد أن تقترب منهم تجد نفسك في أماكن متعددة طبقا لخيال كل واحد فيهم .

سعدت وتشرف بتلبية دعوة حضور إفتتاح معرض ريشة عالمية بأيدي عربية والحقيقة بالرغم من أني أعشق الرسم إلا أني أول مرة أحضر معرض للفن التشكيلي والرسم .

والحقيقة وجدت هناك الكثير من الفنون والجنون والجنون هنا هو قمة إبداع الفنان في إنه إستطاع أن يجعلك تستقل سفينته وتبحر معه في خياله لتستمتع بما إستخرجه عقله وصممته يده .

ألتقيت بأحد الفنانين صاحب صورة بها الكثير من الخطوط لدرجة إنك قد تتوه وتقتنع إنها مجرد شخبطة وليس لها أي معني ولكن بالتحدث معه وبإلقاء عليه بعض الأسئلة كان رده .

_ يوسف عبد الخالق وشهرتي يوسف أبو النجا ولأني كنت من مقيمي القاهرة وغيرت محل إقامتي لمدينة مطروح فقد لقبت نفسي بفنان مطروح .

_ أولا أنا أعمل بقطاع البترول ومنصبي مدير عام ومنطقة عملي بمطروح فعشقت هذه المدينة وقررت مع مرور الوقت آن أقيم فيها وقد إستجاب الله لي.

_ هذه الصورة قد يتخيلها البعض مجرد شخبطة وخطوط ملونة ولكن الحقيقة هي بها عدة تفاصيل فمثلا تخيل حضرتك أن المادة المرسوم عليها اللوحة هي من الزجاج الشفاف وحضرتك تقف خلف هذا الزجاج ستري الخطوط والرسومات مقلوبة ولكي تصل إليك الصورة ستجد شيء يعبر عن بصمات اليد وشيء يعبر عن طلقة نارية تخترق الزجاج وتحدث به شروخ ستجد فتاة سمراء تحت قدميها نار وحولها دمار ستجد أيضا أعلى اللوحة ناس ترحل من مكانها إلي مكان أخر وهذا ما يسمي بالتهجير وفي النهاية لكي حضرتك والحديث موجه لي تستمع وتتخيل اللوحة فهي تعبيري عن ما أراه من وضع سيء للشقيقة السودان .

في الحقيقة بمجرد أن قال لي السودان شعرت بجمال اللوحة ومدي إحساسه بإنسيابية ريشته البسيطة والمعبرة .

وأثناء تجولي في قاعة زياد بكير بدار الأوبرا المصرية والمقام بها المعرض بداية من يوم 25/7/2023 وجدت لوحة غريبة وتأكد لي

إنها غريبة فعلا ولكن صاحبة اللوحة ليست بغريبة ولكنها من دولة المغرب الشقيق والتي تحدثت معي بود وإحترام يعبر عن مدي تحضر شعب المغرب وبالتالي طرحت عليها بعض الأسئلة .

_ أسمي بشري من دولة المغرب وأعمل مدرسة لغة فرنسية

_ عجبتني فكرة المعرض وجئت لأكون من المشاركين في هذا الحدث وليكون أسم على مسمي فهو ريشة عالمية بأيدي عربية .

_ أولا أنا سعيدة بتواجدي داخل دار الأوبرا المصرية .

ثانيا تطلقون أنتم على الفنون القديمة… وأخذت تفكر في الكلمة حتي قولت لها فولكلور فضحكت وقالت نعم فولكلور وهذه لوحتي وتعبر عن الفولكلور المغربي .

_ قالت لي سوف أشرح لك لوحتي

هذه اللوحة تعبر عن إكسسوارت مغربية وأشياء نستخدمها عادة فمثلا
هذه حافظة طلقات نارية وبجوارها بندقية وستجد هنا حقيبة نضع بها حافظة الطلقات والبندقية هنا تعبير عن أمن البلد وحدودها

هنا نوعين من الخنجر
الصغير هذا نستخدمه بشكل يومي في إستخدماتنا أما الكبير فهو للظهور في المناسبات
هنا ستجد شبشب نقول عليه بولغه عندنا فقاطعتها وقولت لها ونحن نقول بولغه أيضا فضحكت وأكملت حديثها وكانت المفاجاءة وهي طرحها سؤال لي

_ إجابتي كانت لا أعلم
فقالت هذه اللوحة كما تري مجسمه فقلت صحيح فردت علي بأنها كلها عبارة عن إعادة تدوير لمخلفات متنوعه فخرجت منها لوحة معبرة ومجسمة تتحدث عن إكسسوارات شعب وهنا أتممت حديثي مع الفنانه بشري التي أبهرتني بعملها وأفادت أيضا إنها تعلم الأطفال كيفية الإستفادة من المخلفات وعمل إعادة تدوير لها والإستفادة منها وإنتهي حديثنا متمنيا لها التوفيق والنجاح .

أما مسك الختام فكان من فتاة شابة لفتت إنتباه الجميع من بساطتها وحضورها الهاديء .

وبالطبع حاورتها

_ المازن ده لقب العيلة وأنا إختارت أن يكون أسمي مرتبط بلقب العيلة ( داليا المازن)

_ لن أتحدث عن لوحتي ولكني أفضل أن تتخيلها وتشعر بها وتفسرها من وجهة نظرك لا من وجهة نظري

وكان هذا السؤال الأول والأخير معها ولكن تحدثنا كثيرا بعيدا عن لوحتها البسيطة والعميقة في تفاصيلها

ولكن سوف أشرح لكم ما تخيلته

اللوحة بها ثلاثة وجوه صريحة وجه كبير ولكنه في أخر اللوحة وأعتقد وجود الوجه في أسفل اللوحه دلالة علي موت الإنسان حي وخاصة أن ملامح الوجه مليئة بالحزن والوجه الثاني بجسد أي إنسان مكتمل ولكن وضعه مرفوع الأيدي كلمعلق وإرتفاع القدم عن الأرض يوضح إنه يوجد شيء من التعذيب ومع هذا رسم لإنسان يقع من مكان مرتفع ولكن لا يوجد المكان الذي سقط منه دلالة علي إن الإنسان حاله مقلوب ولكن الأصعب أن في أعلي الصورة من اليمين وجه به عينان وجزء من الأنف والعينان مقفولتان وهنا أعتقد الدلاله علي هذا الوجه هو العالم من حولنا والذي يتصنع بإنه لا يري هذا تخيلي المتواضع وهذا إحساسي

أما عن الصورة فأقل ما يقال أن من رسمت هذه اللوحه ليست فتاة شابة ولكنها محترفة ومبدعة وسوف يكون لها شأن كبير مستقبلا .

برافو يا مبدعين وفنانيين العالم العربي فما قدمتوه هو إبداع حقيقي ولكن المستغرب ان كل من كانوا بالمعرض فنانيين تتعدي أعمارهم فوق الخمس وأربعون عاما والشباب قلة قليله فهل هذا له دلالة علي شيء ما

أترككم تبحثون عن الإجابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى