بقلم : محمد فكرى
لا أحد ينكر مجهودات الدوله في بناء الجمهوريه الجديده ، والحلم في التحول إلى دوله عصريه متقدمه .
ولكن يبقى السؤال هل نحن على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الحلم ؟؟ وهل يمكن أن يتم التطوير والبناء دون العمل على بناء المواطن وتأهيله وإعداده لعمليه التغيير ؟ وهل التغييرالمزعم في سياسات التعليم ستكون معون يساعد على تحقيق أهداف الدوله ؟
إنا التقدم الحقيقي والحلم في بناء جمهوريه جديده وعصريه لا يتحقق إلا اذا تحركنا في مسارات متوازيه بجانب التعليم لرفع كفاءه المجتمع والمواطن وبناء الشخصيه المتوازنه والمؤهله للمساهمه في البناء ، والتى تستطيع أن تحافظ على مقدرات الوطن .
من خلال هذا التوجه نجد أنا مشكلات التعليم القائمه والتي يشارك فيها جميع الاطراف ستؤدي إلي فشل كل محاولات التقدم بل ستؤدي الى عواقب لا يعلمها إلا الله من إضمحلال وظلام وجهل وفساد .
فيعتبر التعليم أهم قضيه من قضايا الأمن القومي للوطن والتي تحاول جهات كثيره خارجيه وداخليه العبث بها للنيل من الشعب المصري الذي كان من الصعب النيل منه على مدى العصور ، فالتعليم لا يقتصر على المعرفه والمناهج والاختبارات بل إنا التعليم هو حياه متكامله يعيشها المتعلم على مدار سنوات بمستوياته فى التعليم العام أوالتعليم الفني والجامعي وتحقيق متطلباته بهدف بناء الشخصيه القادره على العمل وعلى كسب الرزق وتطويرأداءه لفتح أفاق من العمل والإنتاج ورفع مستوي جودة المنتج والذي يتحقق منه بناء المجتمع وبناء الآمه ويتحدد على اثره مستوى تقدم الدوله .
ولا يتحقق هذا إلا من خلال رؤيه واضحه من الدوله في احتياجاتها من التعليم ومخرجاته وأسهاماته فى تطويرسوق العمل ، والذي يترتب عليه وضع الخطط والمناهج المناسبه لتحقيق الاهداف .
فى الحقيقه أننا نجد تضارب كبير ما بين ما يتم الإعلان عنه وما هو قائم على أرض الواقع ، فالظاهر هو دعوه للتطوير والباطن يدل على عدم وجود إراده حقيقيه للتغيير.
فما نراه علي ارض الواقع من هجر للمدارس وهدم للقيم المجتمعيه نتيجة التوجه للتعليم الموازي عن طريق الدروس الخصوصيه والذي يؤدي إلى حاله من الهدم الشامل للأجيال القادمه بل هدم متعمد للمجتمع ككل وقد ساهم فى ذلك الفتره التى تم فيها الغلق بسبب جائحة كورونا وتم أستثمارها بشكل كبير في استمرارعزوف الطلاب عن العوده إلي المدارس والتي ساهمت فيه أيضاَ مشكلات التعليم المختلفه والتي تزداد يوم بعد يوم في تأجيل من الدوله في حل هذه المشكلات والتى منها العجز الصارخ في عدد المعلمين ومستويات التدريب والحاله الأقتصاديه للمعلم وغيرها من المشكلات التى تعيق من نجاح المنظومة التعليميه في تحقيق أهدافها.
ولذلك يجب أن ننزعج مما يحدث من تحول التعليم إلى تجاره وإستثمار خاطئ تخوضه الدوله بدخولها سوق الإستثمارات التعليميه بما لايتناسب مع قواعد تعامل الدوله مع التعليم وبالمخالفه لنصوص الدستور والتي تخصص للتعليم أهميه وقوانين تحافظ عليه كأمن قومي للوطن والمواطنين ،
والذي كانت من نتائجه خلق حاله من الفوضى التعليميه والطبقيه المجتمعيه وهدم لمنظومة القيم التي تعتبر التعليم بأنواعه صمام أمان لها من خلال مناهجها وانشطتها المختلفه التى تتمحور حول بناء الشخصيه المتكامله والحفاظ علي منظومه القيم المجتمعيه كصمام أمان للوطن .
لقد تسبب هذا النظام التعليمي في زعزة الإستقرار داخل الاسره والمجتمع المصري نتيجه الإبتزاز المادي والإقتصادي الذي ظهر من خلال الدروس الخصوصيه والكتب الخارجيه في غياب الدوله والمدرسه والمعلم والأسره والقدوه والقيم المجتمعيه المتغيره بدون رقيب أوحسيب ، والخلل التربوى الكبيرالذي حدث في سلوكيات أبنائهم والذي تسبب في فقد سيطره أولياء الأمور على ابنائهم وبناتهم نتيجة التعامل مع التكنولوجيا الحديثه دون الإعداد والتاهيل لإستخدامها بالشكل الصحيح ، وعدم القدره على السيطره على سلوكياتهم نتيجة فوضي الخروج والدخول العشوائي بحجج الدروس الخصوصيه التى أصبحت مخاطرها أكبر بكثير من فوائدها مما أدي إلي حاله من الخلل النفسي والبدني للطلاب نتيجة عدم ممارسة الانشطه والهويات وتفريغ الطاقات الكامنه والتى كانت المدرسه منوطه بجزء منه لخلق التوازن المطلوب لبناء الاشخاص والمجتمع.
وسيترتب على ذلك ضياع أجيال في كل المجالات وأنتشارفوضي في كل القطاعات الحيويه والخدميه وستؤثر بشكل واضح علي تحركات الدوله للخروج من أزماتها الداخليه والخارجيه وستهدد الاستقرار والجبهه الداخليه التى تعتبر من أهم المميزات التى يتميز بها الشعب المصري .
وعليه يجب التحرك السريع في عمل مشروع قومي لعوده الطلاب للمدارس وسيكون هذا المشروع بدايه لحل المشكلات التعليميه المختلفه تدريجياً وعلى ارض الواقع فمشكلات التعليم يسهل السيطره عليها إذا وجدت الإراده الحقيقيه والرؤيه الواضحه والتعامل معها من خلال المتخصصن وحسب الامكانات المتاحه .
فابلأمكانيات المتاحه نستطيع تقديم تعليم مناسب إذا وجدت رؤيه مستقبليه واضحه بخطه محكمه وبمشاركة كل الأطراف المعنيه بالعمليه التعليميه وبمواجهه التحديات بإيمان بأن التعليم هو الملاذ الاخير لإنقاذ هذا الوطن .
أقرأ التالي
2025-04-23
أسرى عين التمر
2025-04-22
خطوة جديدة نحو صيدلي أكثر وعيًا وتأثيرًا
2025-04-22
عقة بن أبي عقة
2025-04-22
جاب مناخيره الأرض..موروث ثقافي مصري قديم
2025-04-21
سلام على كبير السن وسلام على من يراعي كبير السن
2025-04-20
سرية بن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة
2025-04-20
مابين الحفاظ على هرم الجيزة الأكبر وزيادة الموارد المالية
2025-04-19
شتان بين حكام المسلمين بالأمس واليوم
2025-04-18
“السيسي وملف الخارج… حنكة الزعيم وثقة الشعب”
2025-04-17
مشيرة موسى تكتب ” الصاحب اللى يتصاحب “
زر الذهاب إلى الأعلى