عربية

مخاوف في ليبيا من أوبئة وأمراض جديدة بسبب العاصفة دانيال

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

يوم بعد آخر يتكشف حجم الكارثة التي خلفتها العاصفة دانيال في مدن الشرق الليبي المنكوب. والجثامين المتناثرة في البحر والبر باتت العنوان الرئيس للمشهد، ما يثير مخاوف من عاصفة جديدة من الأمراض والأوبئة.

ففي بر درنة وحده، تم انتشال أكثر من ألفي جثة عثر عليها بين أنقاض مباني المدينة، وتم دفن نحو ألف منها في مقابر جماعية، بينما تكتظ المشارح بمئات الجثث الأخرى.

أيضا في درنة، ثمة لقطات تظهر امتلاء الشوارع بالعديد من الجثث المتراصة في انتظار دفنها، وسط تساؤلات حول ما يمكن أن تفعل بها درجات الحرارة المرتفعة مع مرور الوقت.

أما في البحر فلا تزال فرق الإنقاذ تصارع الزمن لانتشال الجثث التي جرفتها السيول للبحر، قبل أن تسبب عوامل المد والجزر في دفعها باتجاه البر، وهو ما قد يجعل السيطرة على الوضع أكثر صعوبة.

 

 

وهنا مشكلة أخرى تواجه فرق الإنقاذ وهي احتمالية أن تنقل التيارات البحرية جثامين الضحايا إلى شواطئ أخرى مثل ساحل سوسة التونسي، الذي عثر بالفعل قبالته على بعض الجثث.

ويبقى التساؤل أيضا عن طبيعة ما يمكن أن يحدث للحياة البحرية لشواطئ المدينة، التي تعج بمئات الجثامين.

والمخاوف هذه تزداد، بسبب خروج مستشفيات ومشارح درنة وجوارها من الخدمة، فبات على هيئات الإنقاذ نقل هذه الجثث لنحو 170 كيلومترا إلى أقرب مركز طبي في طبرق، أو دفنها في مقابر جماعية لا أحد يعلم قدر استيفائها للاشتراطات الصحية.

ولذلك، يخشى محللون من أن ليبيا – وكما تفاجأت بالعاصفة دانيال – قد تتعرض لعاصفة جديدة من الأمراض والأوبئة خاصة مع كون أعداد الوفيات مرشحة للزيادة، في ظل وجود أكثر من 10 آلاف مفقود.

وأعلنت وسائل إعلام ليبية، ارتفاعَ عددِ الوفيات جراء العاصفة دانيال إلى ستة آلاف وثمانمئة واثنتين وسبعين وفاة وأكثرَ من عشرة آلاف مفقود. من جهتها قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن ما لا يقل عن 30 ألفا نزحوا في درنة، المدينة الأكثر تضررا من العاصفة.

العاصفة دانيال تغرق الشرق الليبي وتخلف آلاف الضحايا وعشرات آلاف المفقودين والمشردين، في حين تواصل فرق الإنقاذ الليل بالنهار لانتشال العديد من الجثث الأخرى المتناثرة في الشوارع وتحت أنقاض المباني في المدينة، فيما تم انتشال بعض الجثث من البحر.

وزير في حكومة شرق ليبيا قال إنه تم إحصاء أكثر من 5300 جثة في مدينة درنة وإنه من المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير وربما يتضاعف بعد أن تعرضت المدينة لفيضانات كارثية. من جهته قال مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن 30 ألفا على الأقل شردوا في درنة بسبب العاصفة.

وألحقت الفيضانات أضرارا واسعة بالبنية التحتية ودمرت العديد من الطرق المؤدية إلى مدينة درنة، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ الدولية والمساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف الذين دمرت منازلهم أو تضررت.

وأرسلت دول جوار ليبيا، مصر والجزائر وتونس، بالإضافة إلى تركيا والإمارات، فرق إنقاذ ومساعدات إنسانية. وقال الرئيس جو بايدن أيضا إن الولايات المتحدة سترسل مساعدات مالية ضخمة إلى منظمات الإغاثة وستقوم بالتنسيق مع السلطات الليبية والأمم المتحدة لتقديم دعم إضافي.

ولا يزال قرابة 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، بحسب تامر رمضان، مبعوث ليبيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وأشار إلى أن 40 ألف شخص نزحوا من درنة والمدن الأخرى المتضررة من الفيضانات في شرقي ليبيا.

لمزيد من التفاصيل حول كارثة العاصفة دانيال في ليبيا ينضم إلينا من درنة عبد الباسط الفيتوري الكاتب الصحفي.و من بنغازي أحمد العبود أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي. ومن روما فؤاد عودة رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى