مقالات

المجند الإيطالي الذي جاء غازيا ليبيا ليتحول إلى مجاهدا ويستشهد فيها

د.صالح العطوان الحيالي
كثيرة هي احداث التاريخ وكثيرة هي لم نطلع عليها أن لم نفتش ونغور اسبار الكتب لنطلع على ما حدث .حديثنا اليوم عن الإيطالي كارميني يورو جوسيبي
ولد كارميني عام ١٨٨٢ في نابولي في عائلة متعلمة، والده من اغنياء نابولي ووالدته متعلمة متدينة، وله شقيق وشقيقة .شهدت طفولته حزمة من الاحداث المثيرة دفعت بكاهن كنيسة بلدته للقول وهو يدق في عينيه ” كرميني انت طفل مبارك وسوف يكون لك شأن عظيم وانا على ثقة بأن مستقبلك سيكون حافلا بالانحياز للحق ” كرميني امتنع بعد ذلك من الذهاب إلى قداس الأحد .
كارميني يحب الحياة واللهو والسهر والانطلاق.
ترك الدراسة وطلب الالتحاق بالجيش ليمارس هوايته وهي تصميم وتصنيع الاسلحة.
عقب احتلال ايطاليا لليبيا ..
طلبوا من كارميني السفر عبر البحر إلى درنة، وعندما وصل إلى ليبيا تم تكليفه بقيادة عدة كتائب للسيطرة على الجبل الاخضر وهو يحمل في قلبه الكراهية والحقد والانتقام من الليبيين ويعتبرهم يسدون الطريق امام مستقبل إيطاليا.
عندما عاش الواقع والحقيقة في ليببا ..
واحس بعدل قضية هولاء العزل الذين يقاومون الالة الحربية الايطالية باقل الامكانيات و بكل جلد و صبر …
احس بان في الامر ما وراءه قرر عام 1916م ان يرفع الراية البيضاء ويسلم نفسه للمجاهدين.
عندما علم عمر المختار بذلك ..
طلب من الفضيل بوعمر ان يستقبل كارميني بكل احترام وتقدير.
اصبح كارميني هو المستشار الخاص لعمر المختار، ويقوم بتصنيع المتفجرات للمجاهدين.
شارك في معارك البريقة والزويتينة وبير بلال.
تعمق كثيرا في علاقته بالمسلمين، واصبح يسأل كثيرا عن الاسلام وعن القرآن ..
حتى اشهر اسلامه.
بعد أن أعلن اسلامه ..
اطلق عليه السيد احمد الشريف إسم (يوسف المسلماني) بدل كارميني.
تزوج تبرة موسى المجبري من جالو ..
فأنجبت له محمد عام 1927م ..
وعائشة عام 1930م. اقتداءاً باسم خير الخلق و زوجه..
اصبح يوسف (كارميني) مطلوبا من الحكومة الإيطالية ..
حتى تم القبض عليه عام 1931م.
عرضت عليه السلطات الإيطالية الارتداد عن الاسلام والعودة إلى اهله في نابولي، رفض بشده فتم إعدامه رميا بالرصاص من الخلف عام 1931م. ويقول شهود تنفيذ الحكم انه طلب وقتا لصلاة ركعتين و قرأ بعض الايات وطلب طلب اخير بترك ابناءه بسلام في بلاد الاسلام
توفيت ابنته عائشة وهي طفلة.
شب ابنه محمد وتزوج وانجب اولاده وهم (يوسف وفتحي وخالد واشرف واحمد وفرج ومريم وسعاد وامال ورجاء ووفاء) وهم يعيشون الان في مدينة بنغازي. وعلى قيد الحياة
توفيت زوجته تبرة موسى المجبري عام 1972م عن عمر يناهز 70 سنة.
توفي ابنه محمد عام 1993م.
المصادر
كتاب (يوسف المسلماني) إعداد فتحي الساحلي.
كتاب (البطل يوسف المسلماني) باللغة الإيطالية تأليف جان انتونيو ستيلا.
وترجمه للعربية عبدالله المرتضى …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى