كتب نصر سلامة
تحتفل مصر هذه الأيام بمرور خمسين عاما على انتصار حرب أكتوبر.
هذه الحرب التي اعادت لمصر وللعرب كرامتهم بعد ست سنوات فقط من نكسة ٦٧، واثبتت للعالم قوة وجسارة الجندي المصري في عبور واجتياز اصعب الموانع المائية متمثلة في قناة السويس الى جانب المانع الترابي الضخم خط بارليف.
وان كنا نذكر ابطالنا في حرب أكتوبر بكل الفخر في العصر الحديث، فعلينا ان نستعيد ذاكرتنا عبر التاريخ القديم ونذكر نماذج من ابطال حافظوا ودافعوا عن تراب مصر.
من هذه النماذج الملك احمس الاول مؤسس الأسرة الثامنة عشرة ،وهو ابن الملك سقنن رع وشقيق الملك كامس، وهي الاسرة العسكرية التي نجحت في طرد الهكسوس من مصر.
كان سقنن رع أول من بدأ النضال ضد الهكسوس ومحاربتهم وخروجهم من مصر مما تسبب في مقتله فى إحدى معاركه مع الهكسوس ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم احمس الذي نجح في طرد الهكسوس خارج البلاد.
قاد الملك احمس قواته العسكرية عندما كان عمره ١٩ عاما واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجبوشه الى أواريس(صان الحجر حاليا) عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم الى فلسطين وحاصرهم فى حضن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها فى التاريخ كانت هذه المعركة حوالى عام ١٥٨٠ق.م.

اهتم الملك احمس بتطوير الجيش المصرى فكان أول من أدخل عليه العجلات الحربية والتى كان يستخدمها الهكسوس وهى سبب تغلب الهكسوس على مصر وكان يجرها الخيول وطور كذلك الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم ثم بدأ بمحاربة الهكسوس بدءاً من صعيد مصر والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين أقوياء ومهرة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمة مصر التى أقامها الهكسوس بجوار مدينة الزقازيق حاليا وظل يحاربهم حتى فروا إلى شمال الدلتا وهم خلفهم فسيناء ثم فلسطين يرجع احمس إلا أن إطمئن على حدود مصر الشرقية انها آمنة منهم ومن هجماتهم بعد القضاء عليهم بعد طرد الهكسوس وصل احمس بجيشه الى بلاد فينيقيا كما هاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية التى وصلت حدودها إلى الشلال جنوباً وصورت حملات احمس فى مقبرة اثنين من جنوده هما أحمس بن إبانا وأحمس بن نخبت وبعد انتهاء أحمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدوده متهدمة خلال فترة احتلال الهكسوس فأصلح نظام الضرائب وأعد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الرى.كما قام بإعادة بناء المعابد التى تحطمت واتخذ من طيبة عاصمة له.وكان آمون هو المعبود الرسمى فى عصره واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا ٣٥ عاماً بعد طرد أحمس للهكسوس من مصر عاد إلى البلاد عام ١٥٧١ واتجه للإصلاح الداخلى مما جعل المؤرخون يعدونه مؤسس الدولة الحديثة.
من المعتقد أن لأحمس مقبرتان أحدهما فى أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم أكتشفت عام ١٨٨٩ وعرف أنه هرمة عام ١٩٠٢ ومعبد للهرم والأخرى فى طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص وقد أكتشفت مومياؤه عام ١٨٨١ فى خبيئة الدير البحرى مع مومياوات بعض من ملوك الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والواحد والعشرون وتم التعرف على مومياؤه فى ٩يونيه عام ١٨٨٦ بواسطة جاستون ماسبيرو وكان طول المومياء ١.٦٣سم ولها وجه صغير نسبياً بالقياس مع حجم الصدر
أقرأ التالي
2025-04-22
جاب مناخيره الأرض..موروث ثقافي مصري قديم
2025-04-21
سلام على كبير السن وسلام على من يراعي كبير السن
2025-04-20
سرية بن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة
2025-04-20
مابين الحفاظ على هرم الجيزة الأكبر وزيادة الموارد المالية
2025-04-19
الكشف عن نقش لإسم ملكي على جبال الاردن
2025-04-19
شتان بين حكام المسلمين بالأمس واليوم
2025-04-18
استجابة سريعة من الآثار لإصلاح سلم خشبي بمعبد حتشبسوت
2025-04-18
العثور على تماثيل للملك زوسر و اسرته في ضيافة مقبرة بسقارة
2025-04-18
“السيسي وملف الخارج… حنكة الزعيم وثقة الشعب”
2025-04-17
مشيرة موسى تكتب ” الصاحب اللى يتصاحب “
زر الذهاب إلى الأعلى