الطوفان الأحمر مستمر

بقلم الدكتور -طارق الادور
الأهلي يضرب إنبي في نصف نهائي كأس مصر بثلاثية نظيفة ويحقق كل المكاسب الممكنة فنياً ومعنوياً بالصورة التي رسمها وتمناها النابغة السويسري مارسيل كولر وربما أكثر ..
إستمر كولر في عملية المداورة بين اللاعبين كالعادة بدقة متناهية من دون حدوث أي خلل في منظومة بناء اللعب وتنوع محاور الهجوم وإستعادة الكرة بأقصى سرعة ممكنة فهيمن الأهلي على مجريات الشوط الأول تماماً ونجح علي معلول في ترجمة التفوق الأحمر الكاسح بتسجيل ركلة جزاء بعدما تصدى القائم لتسديدة رائعة من النينجا حسين الشحات ..
وفي الشوط الثاني ورغم إستفاقة الفريق البترولي نوعاً ما إلا أن الأهلي ظل هو المتحكم في إيقاع اللعب ونجح في إحراز هدفين آخرين للوحش الفرنسي أنطوني موديست الذي يحتاج إلى مزيد من المشاركات المستمرة حتى تكتمل لياقته وإمام عاشور الذي نزل بديلاً وتمكن من هز الشباك بمهارة وثقة كبيرة ليكتب الأثنين أسميهما في سجلات هدافي نادي القرن للمرة الأولى ..
الأهلي ضرب عدة عصافير بحجر واحد فقد تأهل لنهائي أعرق البطولات المصرية للمرة الرابعة على التوالي وللمرة الخامسة والخمسين في تاريخه ( رقم قياسي) علماً بأنه صاحب نصيب الأسد في الفوز بلقب البطولة برصيد 38 مرة ( رقم قياسي أيضاً ) كما إنه حافظ على سجله مع مارسيل كولر خالياً من خسارة أي لقب محلي منتظراً الفائز من لقاء الزمالك وبيراميدز ليكون الطرف الثاني للمباراة النهائية ..
عموماً أجمل مافي اللقاء هو ثبات الداهية مارسيل كولر على نفس إستراتيجية اللعب على عكس ماتوقع الكثيرين إنه سيعتمد على العرضيات لإستغلال إجادة موديست لضربات الرأس وهو مالم يحدث وجاءت أهداف الأهلي الثلاثة من العمق ..
يبقى الإشارة إلى أن المباراة حملت بين طياتها الكثير من كشف عورات الإعلام البائس الذي يقتات على إفتكاسات من وحي الخيال وآخرها ما أثير حول عدم إقتناع مارسيل كولر باللاعب الفرنسي أنطوني موديست مع العلم بأن كولر نفسه هو من رشحه للإنضمام لنادي القرن وتولى مهمة التفاوض معه وإقناعه وفي كل حال يجب إلا يطغى الإهتمام بمحاولة تقييم موديست بعد مباراتين فقط على نجاح الأهلي كفريق متكامل يفرض إسلوبه بكل جدارة