منوعات

كيف أدعم ثقة ابني في نفسة، لأنه فاقد الثقة في ذاته

متابعه وفاء سليمان محمد 

 عزيزي الوالد: ستتفاجأ إذا عرفت ان (السبب الرئيسي) في تلك الصفة التى تدمي قلبك وتفطره، هي (الأساليب غير التربوية) التي تمارس معه داخل البيت وخاصة من جانب( الوالدين)، لذلك عليك معرفه ما ينبغي عليكم القيام به كوالدين لبناء الثقة في نفسيه الأبن، ومن اهم تلك السلوكيات التربوية ما يلي:

امنح ابنك الشعور بثقتك فيه من خلال التركيز على مميزاته سواء قدراته، او أخلاقه، او مهاراته حتى لو بحثت عنها بالمجهر ، بمعنى ان أي تصرف بسيط يقوم به شجعه عليه وامدحه، وعززه، واستحسن اداءه وانجازه ، وهنا ستعطيه صوره ايجابية عن نفسه فتقوى صورته الذهنيه عن ذاته.

اترك لأبنك المجال ليقوم بنفسه بأموره ويتحمل مسئولية افعاله وامتنع عن ان تكون بديل له تقوم نيابه عنه باموره ؛خوفا عليه من ان يتعرض لسوء؛ لأن هذا يضعف ثقته بنفسه . فابنك يحتاج فرصه للتجربة لذلك اترك له فرصه المبادرة فمثلا: اتركه يقوم بإرتداء ملابسه، او اطعام نفسه ، او اصلاح شىء..الخ ولا تبادر بالمساعدة الا اذا وجدت ان هناك خطر عليه.

اهتم (بالحوار المفتوح) مع أبنك، وليكن لحوارك تاثير لأنماء ذاته من خلال التركيز على (موضوعات الحوار، وكلمات التحاور) تلك التي تغمر ذاته بالثقه، فكلمات مثل :(كم اصبحت حياتنا رائعه بوجودك معنا، أو عندما أتحدث معك أشعر بالسعادة لان لدي ابن مثلك، أنا فخور بك، انت قرة عيني.. الخ) ،وكذلك اهتم : بموضوعات الحوار التي تحتوي على أخذ رأيه في شئونه او شئون البيت حتى إن كان صغير السن فالحوار ينمي ثقته في ذاته، فيشعر بأمتنانكم بوجوده فيفتخر بذاته.

 اشعر ابنك بتقبلكم له ايأ كانت صفاته او شكله او أي نواقص في سماته الداخلية او الخارجية.

اهتم بتوفير الفرص له ليعبر عن ذاته من خلال الهوايات وتخير معه ما يناسب قدراته ومنها السباحة، والكرة، وركوب الدراجات، والعدو، والموسيقى، والغناء، والتمثيل، ومن اهمهم على الاطلاق (الرسم الحر ) لانه تنفيس عن الذات، يرسم ما يحبه ،وما يخافه ،وما يفكر به، فبالرسم يشرح ما بداخله. وكذلك القراءة التي تنمي الثقه نتيجه اتساع معرفته وقدرته على التحاور.

امتنع عن نعت أبنك بألفاظ سيئة جارحة(غبى، أحمق،عديم القيمه….الخ) لانها ترسم له صورة عن ذاته كما يراها الغير .

 ابتعد عن النقد، واللوم، والأدانه، الدائمة، والتوبيخ، والضرب، والعنف فكل ذلك يدمر ثقة بالذات. 

لا تشكك في قدراته او تستهزا بها ، فتحقير او استصغار أي عمل يقوم به ينتقص من قيمته ويهين كرامته، فتهتز شخصيته .

لا تقارن بينه وبين غيره خاصة اخوته، وراعي الفروق الفردية فلكل منهم ميزاته.

لا تعنفه بقسوة على ارتكاب اخطاء خاصة اذا كان( الموقف جديد) عليه، فخبرته لا زالت في طور البناء، فمن لا يسمح بإرتكاب الأخطاء يساعد في ضعف شخصية ابنه، اعطيه فرصه للخطا ليتعلم من خطأه.

اسمح له ان يعبر عن مشاعره السلبية من خلال منحه حرية التعبير عن رفضه لبعض الممارسات الوالدية دون كبت، لكن في ذات الوقت علمه ان يكون انتقاده في نطاق الأدب والأحترام والاسلوب الراقي.

اشبع احتياجات ابنك النفسية من : تقبيل، وأحتضان، وربط على كتفه، وتبسم في وجهه، لتصل له حرارة حبك له، تلك التي تجعل منه شخصية واثقه بذاتها، جريئة، شجاعة، عارفه بأن لها قيمة بالحياة .

 كل ما سبق هي طرق متنوعة، وأساليب تربوية لتدعيم الثقه بالذات يجب على الوالدين ان يجعلاها أسلوب حياة، وان يضيفا لها وفقا لشخصية ابنهم . 

 

الأبناء لا يحتاجون إلى الخوف عليهم من كل شىء فهذا يقلل من فرصهم في انماء الثقه، بل يحتاجون إلى الوثوق بهم وبأمكاناتهم.

البيئةالأسرية المشجعة، الداعمة، المستقرة، المتفاعلة، المتسامحه، هي البيئة الصالحة لأخراج أبناء تتمتع بثقة في الذات، وشخصية قوية. والبيئة المتوترة، غير الواعية بالأساليب التربوية تهز ثقه الابن بنفسه. 

الطفل صفحة بيضاء يَخُط عليها الوالدان من الصفات ما هو جميل أو قبيح حسب طريقتهم في التربية. لكن تذكر ان ابنك أمانه بين يديك فتخير له ما تريد ان يسر قلبك، ويقر عينك، ويسعد ولدك.

نقلا عن الطب النفسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى