أخبار عالمية

نيويورك تايمز: الهجوم البري الإسرائيلي على غزة بدأ «تحت غطاء من السرية»

 

 

 متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة بدأ تحت غطاء من السرية.

وجاء في صدر ما نشرته الصحيفة الأميركية، أنه «بعد حملة جوية أسفرت عن استشهاد الآلاف من الفلسطينيين، بدأت إسرائيل هجوما بريا، لكن الأمر استغرق ساعات قبل أن يفهم المراقبون الخارجيون ما كان يحدث، وكان الغموض مقصودا»

 

 

تقدم سري

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه «عندما تقدمت القوات البرية الإسرائيلية بشكل جماعي داخل قطاع غزة مساء الجمعة، مباشرة بعد بدء عطلة السبت اليهودي، فعلت ذلك بسرية تامة، لدرجة أن الأمر لم يستغرق سوى ساعات قبل أن يفهم العالم الخارجي ما حدث».

وقالت إنه «في الأيام الثلاثة التي تلت بدء الاجتياح البري الذي طال انتظاره، عمل الجيش الإسرائيلي بغموض مماثل، متحديا التوقعات من خلال تنفيذ عملية برية أكثر تزايدا مما كان متوقعا في البداية، وبالرغم من استمرارها في استهداف غزة وسكانها بالقصف الجوي، يبدو أن قسما كبيرا من القوات البرية قد تراجع عن مدينة غزة، وبقي بدلا من ذلك في الريف على أطراف المدينة».

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه «تحت ضغط الولايات المتحدة لتخفيف ردها على قتل حركة حماس لأكثر من 1400 شخص على الأراضي الإسرائيلية، تجنبت إسرائيل حتى وصف العملية بأنها اجتياح، ومع ذلك، فإن الخسائر في الأرواح في غزة مستمرة في الارتفاع، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين حتى الآن أكثر من 8000، وفقا لمسؤولي حماس».

ووفقا للصحيفة الأميركية، قال أندرياس كريغ، خبير الحرب في جامعة كينغز كوليدج في لندن: «كل شيء يحدث في الظلام»، مضيفا أن «هناك مجموعة صغيرة جدا من الأشخاص الذين يعرفون بالفعل ما يحدث، حتى داخل إسرائيل».

وأضاف أنه مع انقطاع الاتصالات، سيكون من الصعب على الفلسطينيين فهم ما يحدث بشكل كامل أو الاستعداد للرد.

 

 

 

غموض له هدف

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المحللين يقولون إن الهدف من هذا الغموض الاستراتيجي هو إبقاء حماس غير متأكدة بشأن خطوات إسرائيل التالية، وفي الوقت الحالي على الأقل، يسمح للجنود الإسرائيليين بمواصلة الحصار على مدينة غزة، حيث قامت حماس بحفر شبكة من الأنفاق والتحصينات تحت الأرض، ومن خلال القيام بذلك، تتجنب إسرائيل، أو على الأقل تؤجل، القتال الدامي داخل المدينة.

وأضافت أن الضباب قد يمنح إسرائيل بعض الوقت أيضا، فهو لن يساعد في تأجيل التدقيق من جانب المنتقدين الداخليين والخارجيين فحسب، بل إنه يمنح إسرائيل فرصة لتقييم خطط حلفاء حماس مثل حزب الله في لبنان الذي تبادل مقاتلوه إطلاق النار مع إسرائيل في الأيام الأخيرة، ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله ربما يفكر في شن هجوم أكثر قوة من جانبه.

ونقلت نيويورك تايمز عن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، قوله إن « الحرب الحديثة لا تُدار بالدبابات والطائرات فقط، إنها حرب إلكترونية وحرب نفسية وحرب معلوماتية ».

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه في الداخل الإسرائيلي نفسه، عمل المسؤولون أيضا على صرف الانتباه بعيدا عن الاجتياح، إذ إنه فى صباح يوم الجمعة، طُلب من الفرق الطبية إجراء بروفة مدتها ساعات للتحضير للتعامل مع إطلاق سراح عشرات المحتجزين، وبالنسبة للبعض، عزز ذلك الانطباع بأن إسرائيل كانت على وشك تحقيق تقدم كبير فى مفاوضات القنوات الخلفية لتحرير محتجزيها، بدلا من اتخاذ ترتيبات فى اللحظة الأخيرة للاجتياح.

 

 

غزة تواجه الإبادة

ولليوم الـ25 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.

وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 8525 شهداء، منهم 3542 طفلا و2187 سيدة، إضافة إلى إصابة 21543 مواطنا بجروح مختلفة، بالإضافة إلى 1950 مفقودا تحت الأنقاض، بينهم 1050 طفلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى