مقالات
كلام في تربية الأولاد
د. صالح العطوان الحيالي
أن مراعاة حال الطفل عبر مراحل حياته العمرية من أهم الواجبات التي ينبغي أن تلتزم بها الأسرة. أن لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل العقلية والنفسية والاجتماعية لها تأثير على سلوكه وتفكيره وبين ايدينا قاعدة تربوية مهمة في التعامل مع الأبناء مع مراعاة مختلف مراحل حياته العمرية ( لاعبه سبعا ثم أدبه سبعا ثم صاحبه سبعا ) . يمكننا أن نقول ان الإسلام وضع لكل آب منهجا تربويا قويما يستطيعون اتباعه مع أولادهم بداية من الولادة وحتى بلوغ سن الرشد .
هذا ليس حديث وإنما ذكره بعض أهل العلم انه مروي عن بعض السلف (لاعب ولدك سبعاً، وأدِّبه سبعاً، وراقبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه) وقد نسب ذلك الأثر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا الكلام منقول من شبكة نور الإسلام.. اول مرحلة لا يجدي الا الاكرام وبعد الوعي وترسيخ القيم يجري التأديب أما في سن المراهقة فهناك حساسية كبيرة راقبه لكن بعد الواحدة والعشرين اجعله صديقا لك حاول أن أقنعه بالأدلة الدقيقة وان تحسن اليه ولا تملك فوق ذلك وان نجحت في المراحل الثلاثة الأولى يغلب على الظن انك تنجح في المرحلة الأخيرة أما المراحل فهي :
المرحلة الأولى : ( لاعبه سبعاً ) يعني أول سبع سنوات لا يصحُّ فيها أن تؤدبه إطلاقاً، طفل صغير، هناك آباء لو أن ابنهم بكى في الليل يضربه وعمره سنتان !! فأول مرحلة لا يجدي فيها إلا الإكرام وأن تلاعبه فقط .
المرحلة الثانية : ( أدِّبه سبعاً ) يعني من سن سبعة إلى أربعة عشر إذا تكلم كلمة غير صحيحة، كلمة غير لائقة، معه حاجةً ليست له، يحب أن تبالغ في تأديبه .فبعد الوعي وترسيخ القيم يجدي التأديب .
المرحلة الثالثة : ( راقبه سبعاً ) يعني من سن أربعة عشر إلى واحد وعشرين ( سن المراهقة ) بعد أن بلغ الرابعة عشرة، شعر بكيانه، فلا هو راشد فيرضيك، ولا هو صغير تعلّمه، هناك حساسية كبيرة جداً في هذا السِنّ ..هذا السِنّ يُحير الآباء والأمهات، إن عاملته كراشد يُخيب ظنّك، وإن عاملته كطفل لا يحتمل !!
لذلك هنا جاء التوجيه ( وراقبه سبعاً ) .
المرحلة الرابعة : (إترك حبله على غاربه) يعني بعد سِنّ الواحد وعشرين كُن صديقاً له .فإن نجحت في المراحل الثلاث الأولى، يغلب على الظن أنك تنجح في المرحلة الأخيرة ويكن ولداً صالحاً إن شاء الله .