كتب نصرسلامة
احداث القتل وسفك الدماء التى يقوم بها جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلا ونهارا بمثابة هلاك وابادة لاهالي غزة.
ولدينا في التاريخ المصري اسطورة شهيرة معروفة باسم هلاك البشرية، لعبت دور البطولة فيها حتحور حين قامت بسفك دماء البشر وذاقت دمائهم ولم تتوقف الا بعد ان قضت على عدد كبير من البشرية.
تحكي الاسطورة بأن الإله “رع” حكم مصر لفترة طويلة من الزمن لا حصر لها, وعلي الرغم من أنه حكم أرض مصر بعدل وإحسان فإن العمر تقدم به ونالت منه الشيخوخة مبلغاً.
ومع تقدم عمر الإله “رع” بدأت أصوات الساخرون منه تعلو, وبدأت الممؤامرات تحاك ضده في شتي بقاع مصر للإطاحة به من علي العرش وتنصيب ملكاً من بنو البشر بدلاً منه, ناسين أو متغافلين ان “رع” مهما نال منه العمر والهرم فلا يزال خارق القدرات فرأي ببصره وسمع بأذناه مؤامرات هؤلاء وقرر أن يتدخل لتلقين هؤلاء المتأمرين الناكرين للجميل درسا قاسيا, وهنا إجتمع “رع” بالآلهة الكبار وطلب منهم المشورة بخصوص ما سيفعل.
فور إنعقاد المجلس الإلهي تسائل الآلهة عن سبب إجتماعهم هذا, فاجابهم رع يخبرهم بخيانة الشبر له ووجه كلامه إلى “نون” (وهو المياه الأزلية السحيقة اللانهائية التي وجدت قبل الخليقة وجاء منها رع نفسه إلى الوجود) طالباً مشورته فهو أكبرهم سناً وأكثرهم حكمة بحكم السنين اللانهائية التي عاشها.
يقول رع:
وهبت البشر الحياة من دموع عيني, هؤلاء الناس لم يحفظوا الجميل وقاموا بالتخطيط للإطاحة بي والإنفراد بالحكم , قل لي يا “نون” العظيم ماهي العقوبة التي ساوقعها عليهم؟
يرد نون:
أى بني, الحق لديك في إحساسك بالخيانة والغضب , إنك في الحقيقة إله عظيم بل أنك أعظم مني وقد منحتك الحياة, لا ينبغي للبشر أن يفلتوا من العقاب, فليكن عقابك هو قوة عينك المقدسة, فلترسل عين “رع” لكي تؤدب هؤلاء الناكرين للجميل.
وهنا تقول بقية الآلهة:
تكلم “نون” بصوت الحكمة, أرسل لهم عين رع لتصد هؤلاء الآثمين في حق العدالة الإلهية, فليموتوا جميعا.
إستجاب رع لرأي الآلهة ورأي أن يفعل ما أجمعوا عليه, فوجه نظره إلى الأرض فوجد البشر يهربون من بيوتهم ومدنهم مولين الأدبار إلي الصحراء, عرف البشر بإجتماع الآلهة وقرارها وفضلوا الهروب للبعد عن عين رع المدمرة.
حتحور تشرب من دماء البشر:
وفي تلك اللحظة ظهرت “عين رع المدمرة” في هيئة الإلهة حتحور التي إستعدت لتريهم الجانب المظلم منها.
قفزت “حتحور” إلى السماء طائرة إلى الصحراء, ورأت المتآمرون علي أبيها مختبئين خلف الصخور وبداخل شقوقها, فتحلت إلى لبؤة ضخمة وأنقضت عليهم تمزق أجسادهم إرباً إرباً, بل انها ذبحتهم وشربت من دمائهم وروت به رمال الصحراء، ثم إتجهت للمدن والقري محطمة كل شىء في طريقها, لم ينجو منها أحد فكل من رأته إلتهمته شربت من دمائه.
وفي ذلك الوقت كان الإله “رع” يراقب ما يحدث ووصل لمسامعه دعوات وصرخات البشر من رعيته فرق قلبه لهم وارتأى انه من الوحشية أن يدع باقي البشر يموتوا جراء تمرد إقترفته مجموعة منهم.
اصرار حتحور على القتل والدمار:
وعندما حل الظلام ذهبت حتحور للراحة فخاطبها الإله رع يطلب منها أن تهدىء من روعها وأن ما أراده قد تحقق ولا داعي لمزيد من القتل, ولكن حتحور قد ذاقت من الدم ما ذاقت فلم ترد أن تسمع لأي خطاب يناشد الرحمة, فردت علي رع بانها لن تغير أيها وستكمل ما بدأته في الصباح التالي.
خرجت حتحور عن السيطرة ولم تفلح محاولات رع لإيقافها فرأي أن يلجأ للخديعةليوقفها, فأرسل رسله إلى إلفنتين في أسوان لجمع تربة شديدة الحمرة من هناك وأمرهم بجمع أكبر كمية من الطمي الأحمر قبل طلوع شمس اليوم التالي.
وبمساعدة الكاهن الأكبر تم صنع صبغة حمراء بذلك الطمي الأحمر تم تجهيز سبعة ألاف قنينة من الخمر, وأمر الكاهن بخلط الخمر مع الصبغة ليتكون خليط يشبه الدم البشري تم صبه ليصنع منه بركة حمراء اللون لتشرب منه حتحور بدلا من دماء البشر.
وعندما طلع الصباح وجدت “حتحور” تلك البركة وإعتقدت أنها دماً وبدأت في شربها حتي ثملت وغاب عنها الوعي فلم تتذكر ما كانت تفعل بل أنها نست ماذا كانت تفعل, ومن ثم عادت الإلهة للنوم ولم تستقيط سوي بعد أيام عديدة.
وبذلك توقفت “حتحور” عن سفك دماء البشر وتعلمت درسا بان تتحكم في نفسها، وتعلم البشر ألا يسخروا من آلهتهم أو يتآمروا عليهم.
أقرأ التالي
2025-04-22
جاب مناخيره الأرض..موروث ثقافي مصري قديم
2025-04-21
سلام على كبير السن وسلام على من يراعي كبير السن
2025-04-20
سرية بن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة
2025-04-20
مابين الحفاظ على هرم الجيزة الأكبر وزيادة الموارد المالية
2025-04-19
شتان بين حكام المسلمين بالأمس واليوم
2025-04-18
“السيسي وملف الخارج… حنكة الزعيم وثقة الشعب”
2025-04-17
مشيرة موسى تكتب ” الصاحب اللى يتصاحب “
2025-04-17
العزة من أخلاق العلماء
زر الذهاب إلى الأعلى