حماس: الاحتلال يقصف مستشفيات غزة بالطائرات ولا يبالي بغضب العالم
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
عقدت حركة حماس، مؤتمرًا صحفيًا، اليوم الأحد، في لبنان، لاستعراض تطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ37 على التوالي.
وخلال المؤتمر، تناولت حركة حماس الحديث عن عدد من القضايا، بعدما وجهت التحية للشعب الفلسطيني المرابط في غزَّة، وللمقاومة الباسلة ولكتائب القسام، الذين يسطرون أروع الملاحم والبطولة، على أرض غزّة العزّة، دفاعًا عن شعب فلسطين وأرضه ومقدساته.
مجزرة المشافي وحصار مجمَّع الشفاء الطبي
قالت الحركة: «النازيين الجدد كما تعلمون ارتكبوا مجزرة المشفى المعمداني في مدينة غزة، في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وارتقى فيها نحو 500 شهيد، وأصيب نحو 600 مدنيّ وطفل».
وأضافت: «العالم حينها، وقف متفرجًا ولم يُسائِل الاحتلال، ولم يُحاسب مجرميه، بل ذهب البعض للترويج لأكاذيبه، فكان ذلك ضوءًا أخضر وتشجيعا له لارتكاب المزيد من المجازر، التي يندى لها جبين البشرية، وقد تابعتم اليوم مجزرة المشافي التي يرتكبها الاحتلال في مدينة غزَّة والشمال، والتي لا زالت تجري على شاشات التلفزة، وعلى مرأى ومسمع العالم، حتى اللحظة التي نعقد فيها هذا المؤتمر، حيث القصف المباشر لمجمع الشفاء الطبي، ومجمع النصر، والمشفى الإندونيسي، ومشفى القدس، وقتلهم النازحين والأطقم الطبية، ومنعهم لسيارات الإسعاف من التحرّك، وقطعهم للإمدادات الطبية».
وواصلت حماس بالقول: «إذا كان الاحتلال سابقا، قد حاول إخفاء جريمته في مجزرة مستشفى المعمداني، وحاول التنصل من المسؤولية عنها، فإنَّه اليوم يضع المستشفيات كأهداف مباشرة يقصفها بالطائرات، ولا يبالي بغضب العالم، ولا بإحراج داعميه وشركائه، وفي هذا السياق، نوجّه التحيَّة للأبطال، الأطباء والكادر الطبي في مستشفى الشفاء وكل مستشفيات قطاع غزّة، على قرارهم الشجاع برفض مغادرة عملهم في المستشفيات، بالرغم من القصف والخطر الشديد على حياتهم، وإصرارهم على البقاء والصمود لمواصلة أداء دورهم الإنساني مع المرضى والمصابين والجرحى».
وتابع: «نحمّل المسؤولية عن مجزرة المشافي، لكلّ من صمت أو تخاذل عن التحرّك لإيقافها أو منعها أو تجريم الاحتلال ومحاسبة قادته أمام المحاكم والمحافل الدولية، كما نحمّل الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن على وجه الخصوص المسؤولية الأولى عن هذه الجريمة التي تتم بطائرات وصواريخ أميركية ودعم أميركي مطلق، ونقول للاحتلال وقادته النازيين الجدد الفاشلين المهزومين: إنَّ استهدافكم للمراكز الطبية، خسّة ودناءة ووحشية ستحاسبون عليها في الميدان على أيدي رجال المقاومة وكتائب القسَّام، قبل المحاكم الدولية، وستدفعون الثمن غاليا».
تصدّي المقاومة البطولي للعدوان ولجيش الاحتلال الفاشل
وقالت حماس: «على صعيد المقاومة ودفاعها البطولي عن قطاع غزة؛ نؤكّد أنَّ جيش الاحتلال يتلقى ضربات موجعة على مدار الساعة، وكل مترٍ يتقدّم فيه يدفع أثمانا باهظة من القتلى والجرحى في صفوفه وآلياته العسكرية، ويشكّل هذا المتر المربّع، نقطة استنزاف دائمة لجنوده وضباطه، فكلّما تمدّد جيش الاحتلال داخل الشوارع والأزقة، كلّما أعطى المقاومة الفرصة للانقضاض على جنوده، وتشديد القبضة عليهم، وتلقينهم دروسا في الشجاعة والبسالة التي يفتقدونها، فمن لم يُقتل منهم على الأرض برصاص القسَّام، يحترق ويختنق في دبابة الميركافاة 4، فخر الصناعة العسكرية الصهيونية، بقذيفة الياسين، فخر الصناعة الوطنية الفلسطينية».
وأضافت: «تابعتم جميعا، كلمات المتحدّث باسم كتائب القسَّام الأخ المجاهد أبو عبيدة، وتابعتم ما يتم نشره من فيديوهات تُظهر لكم وللعالم مصير هذا المحتل على أرض غزَّة، التي ستكون مقبرة له ولجنوده، وهذا وعدٌ قطعناه على أنفسنا، وهنا نقول لقادة الاحتلال: عبثا تحاولون التقاط صورة نصر متوهّم في عقولكم، فكلّما طالت المعركة، كلّما غرقت أقدامكم في رمال غزة، وستخرجون منها مدحورين مهزومين بلا أقدام، وتجرّون أذيال الهزيمة، والأيام بيننا».
وتابعت حماس: «نقول للإدارة الأميركية، ولقادة الاحتلال المجرمين: غزّة لن يحكمها إلاّ أهلها، ولا سلطة سياسية أو أمنية إلاّ للفلسطينيين فيها، فنحن شعب حرٌّ لا يقبل الوصاية من أحد، وستكون دماؤنا وأرواحنا ثمنا لحريتنا ولكرامة شعبنا الصَّابر المرابط، الذي تعجز الكلمات عن وصف عظمته وجبروته؛ فوفّروا على أنفسكم عناء التفكير، وفكّروا كيف تنزلون عن الشجرة قبل أن تحترق بكم».
مخرجات القمَّة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة
وقالت حماس: «مع تقديرنا للجهود المبذولة لانعقاد القمَّة العربية والإسلامية، ومع ترحيبنا بما ورد في العديد من الكلمات للزّعماء والملوك والرؤساء لـ57 دولة عربية وإسلامية شقيقة، إلاّ أنَّ مخرجات القمَّة غابت عنها القرارات، والإجراءات والآليات الفاعلة والفورية، لوقف حرب الإبادة الجماعية النازية بحقّ الأطفال والمدنيين العزّل».
وأضافت: «كنا نتوقع من أشقائنا العرب والمسلمين أن يُفعّلوا أوراق قوّتهم السياسية والاقتصادية للضغط على واشنطن لوقف العدوان ضد المدنيين والأطفال فورا، فكل يوم يمضي يرتقي فيه نحو 400 شهيد، ويصاب فيه نحو 1000 من المدنيين والأطفال الأبرياء، ومع ذلك، فإن قرار القمّة بكسر الحصار عن قطاع غزَّة، وفرض إدخال المساعدات والمواد الإغاثية والطبية والوقود فورا، يسير بالاتجاه الصحيح ونرتقب التنفيذ العاجل لهذا القرار، بفتح المعابر والممرات الإنسانية بشكل دائم ومستمر، والوقوف مع الأشقاء في مصر لرفض أي قيود أو آليات عمل تعوق تدفق المساعدات والإغاثة لأهل غزة لإنقاذ حياة الأطفال والمدنيين، الذين يتعرّضون للتجويع والتعطيش على أيدي النازيين الجدد».
التضامن الشعبي مع غزة ورفض العدوان والإبادة الجماعية
وقالت حماس: «لقد عرف العالم اليوم منْ هي (إسرائيل)؛ إنَّها كيانٌ للنازيين الجدد، الذين هم نموذج للجريمة ضدّ الإنسانية، إنَّهم إرهاب دولة، إنَّهم عنصريون ساديون غارقون في دماء الأطفال، هذا الكيان هو تهديد حقيقي للبشرية وللسلم الدولي والأمن في العالم والمنطقة».
وأضافت: «إنَّ مجابهة هذا الكيان النازي هي مهمَّة إنسانية عالمية، ونحن نحيّي ونشكر الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرّة التي خرجت في لندن وواشنطن ومدريد ولبنان واليمن وتونس والمغرب والأردن والكويت وإندونيسيا وماليزيا وكل الشعوب التي خرجت في عواصم العالم، لتعلن رفضها للاحتلال، ولجرائمه وعدوانه، وتطالب الحريّة لفلسطين وللشعب الفلسطيني صاحب الحقّ في تقرير مصيره، كباقي شعوب الأرض».
وتابعت حماس: «إنَّ حراك وفعاليات الجماهير الغاضبة في كل قارات العالم مهم جدا، ومؤثر في الضغط على صناع القرار في العالم، والضغط على أولئك القادة الشركاء في مجزرة القرن والذين أعطوا المجرم القاتل نتنياهو الضوء الأخضر ليرتكب المجازر وحرب الإبادة، فشعوب العالم تقف مع شعبنا، تقف مع الحق وترفض وتدين الاحتلال، الذي يمثل الشر والباطل والإرهاب والنازية الجديدة».
واختتمت حماس بالقول: «نوجّه الدّعوة لتلك الشعوب الحرّة، بأن تصعّد حراكها وتضامنها مع غزة والشعب الفلسطيني، حماية لقيم الحرية والعدالة، ورفضًا للاحتلال ولحرب الإبادة الجماعية، التي يرتكبها بحقّ الأطفال والمدنيين، فتلك مهمَّة ومسؤولية إنسانية، يفخر بها كل إنسان حر».
غزة تواجه الإبادة
ولليوم الـ37 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.
وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى أكثر من 11100 شهيد، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح.