تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يثير مخاوف اتساع نطاق الحرب
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
تتصاعد الأعمال العدائية منذ أسابيع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ونشوب حرب كلامية تغذي مخاوف تتعلق باتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبنانية .
وذكرت خدمة إسعاف تابعة لحركة أمل المتحالفة مع حزب الله أن غارات إسرائيلية أودت بحياة اثنين في جنوب لبنان اليوم الإثنين.
وأدى هجوم صاروخي لحزب الله على الجانب الإسرائيلي يوم الأحد إلى إصابة عدد من العاملين في شركة الكهرباء الإسرائيلية التي قالت إن أحدهم لقي حتفه اليوم متأثرا بجراحه.
ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع قوات الاحتلال منذ اندلاع الحرب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وهذه الاشتباكات الحدودية هي الأعنف منذ أن خاضت قوات الاحتلال وحزب الله حربا استمرت شهرا في عام 2006. وأدت الاشتباكات الأحدث حتى الآن إلى مقتل أكثر من 70 من مقاتلي حزب الله و10 مدنيين في لبنان، كما قُتل 10 آخرون في إسرائيل بينهم سبعة جنود. ونزح ألوف من الجانبين فرارا من القصف.
وتقتصر أعمال العنف إلى حد كبير حتى الآن على شريط من الأراضي على جانبي الحدود.
وقالت الولايات المتحدة إنها لا تريد للصراع أن يمتد، وأرسلت حاملتي طائرات إلى المنطقة لردع إيران عن التدخل. لكن ذلك لم يوقف الخطاب المتصاعد من حزب الله وإسرائيل.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم السبت إن الجماعة ستواصل العمل على الجبهة مع إسرائيل. وأضاف أن هناك ارتقاء كمي على مستوى عدد العمليات وحجم الاستهدافات، عددها، وأيضا ارتقاء على مستوى نوع السلاح.
وحذر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو حزب الله اليوم من توسيع هجماته.
وقال في بيان: «هذا لعب بالنار.. سيتم الرد على (إطلاق) النار بنيران أشد كثيرا. ينبغي ألا يجربونا لأننا لم نظهر بعد سوى القليل من قوتنا».
وعندما سُئل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في مؤتمر صحفي يوم السبت عن الخط الأحمر الذي تضعه إسرائيل، رد قائلا «إذا سمعتم أننا نفذنا هجوما على بيروت، فسوف تفهمون أن نصر الله تجاوز هذا الخط».
تبادل إطلاق النار
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في مقابلة تليفزيونية، يوم الأحد، إنه مطمئن حتى الآن إلى عقلانية حزب الله.
وأضاف: «نحافظ على ضبط النفس، وعلى إسرائيل وقف استفزازاتها المستمرة في جنوب لبنان».
ووصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعمال العنف بأنها تبادل لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية في الشمال، وتوقع استمرار تركيز إسرائيل على التهديد الذي يمثله حزب الله في المستقبل المنظور.
وقال للصحفيين في سول «قطعا لا أحد يريد أن يرى صراعا محتدما آخر يندلع في الشمال على حدود إسرائيل»، لكنه أضاف أن من الصعب التنبؤ بما قد يحدث.
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط «أستطيع أن أرى بالتأكيد تصعيدا أوسع نطاقا، لكني لست متأكدا من (اندلاع) صراع شامل لا يريده أحد».
وأضاف: «لا أحد يريد ذلك، هذا من جانب، وأعتقد أن الولايات المتحدة تلعب دورا قويا في إبقاء الأمور تحت السيطرة».