أسير فلسطيني سابق يستعيد فرحة الحرية بخبر احتمال إطلاق سراح ابنه
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
اتفاق الرهائن المزمع في غزة ليس مجرد اتفاق عادي بالنسبة ليوسف أبو ماريا، بل حالة لها خصوصية. فالأمر لا يقتصر على إدراج اسم ابنه ضمن قائمة المرشحين من الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم، لكنه يعيد شريط ذكريات إطلاق سراحه نفسه من السجن قبل نحو 20 عاما.
فالاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية ووافقت عليه إسرائيل في الساعات الأولى من يوم الأربعاء سيوقف الحرب بين إسرائيل ومقاتلي حماس لبضعة أيام، مما يتيح دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمر.
وخلال الهدنة، تطلق حماس سراح 50 طفلا وامرأة من بين نحو 240 شخصا احتجزهم مسلحون فلسطينيون في غزة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول من جنوب إسرائيل. وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 150 أسيرا من النساء والأطفال من سجونها.
واسم أُبي أبو ماريا الذي احتجزته إسرائيل هذا العام، بعد أربعة أشهر من عيد ميلاده الثامن عشر متهمة إياه بالانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي المسلحة، مدرج في القائمة التي نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية لعدد 300 أسير قد يُفرج عنهم.
ويوحي طول القائمة بأن إسرائيل تستعد لاحتمال أن تستبعد المحكمة العليا بعض الأسماء لأن بوسع ضحايا الهجمات الفلسطينية تقديم طعون، أو أن هناك عمليات تبادل مستقبلي قيد الإعداد للأسرى الفلسطينيين مقابل محتجزين إسرائيليين.
وكان يوسف أبو ماريا نفسه عام 2004 من بين 400 أسير أُطلق سراحهم مقابل إعادة جماعة حزب الله اللبنانية لرجل أعمال إسرائيلي ورفات ثلاثة جنود إسرائيليين.
وأعرب يوسف أبو ماريا عن سعادته بخبر احتمال إطلاق سراح ابنه، موضحا أنه نفسه عاش هذه المشاعر من قبل.
وقال إن ابنه سيكون في حضنه بين أهله وإخوانه وفي حضن أمه. وأعرب عن أمله أيضا في أن يُفرج عن كل الأسرى، وليس فقط ابنه، بل أيضا الأسرى الذين قضوا في الأسر نحو 30 و40 عاما.
ويرى كثير من الإسرائيليين أن الأسرى الفلسطينيين أعداء خطرون قد تؤدي حريتهم إلى زيادة مخاطر وقوع أعمال عنف جديدة وواسعة النطاق.
وقال يوسف، وهو عضو في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه قضى بضع فترات في السجون الإسرائيلية لاتهامه بتنظيم هجوم مسلح محتمل. وأكد ارتباط ابنه أُبي بحركة الجهاد الإسلامي.
وقال يوسف في منزل العائلة بالضفة الغربية إن ابنه التقى في المدرسة ببعض الأشخاص من الجهاد الإسلامي واتخذ قراره بالانضمام وإنه أيّد قراره ولم يعترض عليه بالمرة.
وقال الوالدان إن أُبي يعاني من إصابة في ذراعه، مما يزيد من مخاوفهما بشأن الظروف المشددة في السجون إذ يشتبك الأسرى مع الحراس في بعض الأحيان.
وأبلغت مصلحة السجون عن وفاة خمسة أسرى في السجن منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، أربعة منهم بسبب مضاعفات صحية واضحة. وقالت مصلحة السجون إن الحالة الخامسة قيد التحقيق.
وقالت فداء زوجة يوسف إنها كأي أم لديها ابن جريح في السجن.
وأضافت أنها تسمع شائعات مختلفة أو تقارير حقيقية كل يوم تحطم القلوب.
وأعربت عن سعادتها الشديدة وتضرعت إلى الله أن تنتهي الأمور على خير.
واستشهد أكثر من 14 ألف فلسطيني، فيما أصيب أكثر من 30 ألفا آخرين منذ بدء العدوان على قطاع غزة.