اتهام موسكو باستخدام أسلحة من كوريا الشمالية.. ومساع روسية لإخلاء مدينة بيلغورود
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
قال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني، اليوم الجمعة، إن روسيا قصفت أوكرانيا بصواريخ زودتها بها كوريا الشمالية لأول مرة منذ بداية الغزو وهو ما يؤكد تصريحات سابقة صادرة من واشنطن.
وكتب بودولياك على موقع إكس للتواصل الاجتماعي «لم يعد هناك أي تمويه… كجزء من حرب الإبادة الجماعية الصريحة، ضربت روسيا الاتحادية لأول مرة أراضي أوكرانيا بصواريخ تلقتها من كوريا الشمالية».
ولم يقدم بودولياك دليلا على أن الصواريخ من كوريا الشمالية واستشهدت واشنطن في بيانها أمس الخميس بمعلومات مخابرات رُفعت عنها السرية.
وقال بودولياك إن روسيا «تهاجم الأوكرانيين بصواريخ تلقتها من دولة يتعرض فيها المواطنون للتعذيب في معسكرات اعتقال بسبب امتلاكهم جهاز راديو غير مسجل، أو التحدث إلى سائح، أو مشاهدة برامج تلفزيونية».
ونقلت وسائل إعلام في وقت سابق اليوم الجمعة عن حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية أوليه سينيهوبوف قوله إن روسيا شنت هجوما على المنطقة الواقعة في شرق البلاد بصواريخ ليست روسية الصنع في نهاية ديسمبر/كانون الأول ومطلع يناير كانون الثاني.
وقال مدعون في خاركيف إنهم يجرون تحقيقا حول بلد المنشأ لثلاثة صواريخ استخدمتها روسيا لضرب عاصمة المنطقة يوم الثلاثاء. ولم يذكر بيان المدعين كوريا الشمالية بالاسم.
وقال مكتب المدعي العام إن الهجوم على مدينة خاركيف أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 62 آخرين.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية في وقت سابق من اليوم الجمعة إنها لم تستطع بعد التأكد من الدولة المصنعة للصواريخ المعنية.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تذكر على وجه التحديد نوع الصواريخ التي أرسلتها بيونغيانغ إلى روسيا لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن مدى الصواريخ يصل إلى نحو 900 كيلومتر. ونشر كيربي رسما توضحيا يُظهر فيما يبدو صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز كيه.إن-23 وكيه.إن-25.
وتخضع كوريا الشمالية لحظر أسلحة تفرضه الأمم المتحدة منذ أن أجرت أول تجربة لقنبلة نووية في عام 2006.
وتمنع قرارات مجلس الأمن، التي تمت الموافقة عليها بتأييد روسي، الدول من تجارة الأسلحة أو المعدات العسكرية الأخرى مع كوريا الشمالية.
إجلاء سكان بيلغورود الروسية
على الجانب الآخر، عرضت سلطات منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمستهدفة بالقصف الأوكراني المكثف، الجمعة، إجلاء السكان الراغبين في ذلك ودعتهم إلى تأمين نوافذ منازلهم لحماية أنفسهم من شظايا القذائف بعد قصف ليلي تسبب بإصابة شخصين على الأقل وتحطيم زجاج مبانٍ شاهقة.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف في رسالة مصورة «أرى عددًا من المناشدات على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يكتب الناس: نحن خائفون، ساعدونا في الوصول إلى مكان آمن»، مضيفًا «سنساعدهم بالتأكيد. بدأنا بنقل بعض العائلات».
وأوضح أن السكان المعنيين سيُنقلون إلى بلدتَي ستاري أوسكول وغوبكين البعيدتَين من الحدود وسيتم إيواؤهم في «ظروف مريحة»، ذاكرًا أنهم «سيبقون هناك طالما كان ذلك ضروريًا»، لكنه حذر من أنه لن يكون هناك ما يكفي من أماكن الإقامة الموقتة لإيواء الجميع.
منذ شن هجومه على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أكد الكرملين أن الحرب لا تؤثر على الحياة اليومية ولا تهدد سلامة الروس. ولكن، مع استئناف الجيش الروسي قصفه المكثف على المدن الأوكرانية، زادت أوكرانيا من ضرباتها على الأراضي الروسية، مستهدفة خصوصا بيلغورود، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة وقررت سلطاتها تأجيل العودة إلى المدارس حتى 19 من الشهر الجاري.
وتابع غلادكوف أيضًا «سأناشد زملائي وحكام المناطق الأخرى أن يساعدونا».
وتتعرض مدن في جميع أنحاء غرب روسيا بانتظام لهجمات مسيرات منذ شهر مايو/أيار الماضي، رغم عدم اعتراف مسؤولين أوكرانيين بالمسؤولية عن أي هجوم، استهدف الأراضي الروسية أو شبه جزيرة القرم.
وقال الرئيس الروسي بوتين الإثنين: «إنهم يريدون ترهيبنا وخلق حالة من عدم اليقين داخل بلدنا. سنرد بتكثيف الضربات. لن تمر جريمة واحدة ضد سكاننا المدنيين دون عقاب، قصف بيلغورود عمل إرهابي».