مقالات

محبه الله للعبد في الابتلاء بالأمراض .. المتابعة/ محمد نجم الدين وهبى

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 
اصعب المواقف التى تمر على الانسان هى مرض ابن من ابنائه وهو لا يستطيع فعل أي شيء له ، والاصابات بالأورام والامراض السرطانية المتعددة والمختلفة التى انتشرت فى وقتنا هذا بكثرة شديدة .
 
هناك انواع من الاوام السرطانية منها الحميد ومنها ما قبل الخبيث ومنها الخبيث و تعد الأورام الحميدة هو نوع غير سرطاني، حيث أنه غالباً لا بنتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم، أو أنه ينتشر ولكن ببطء شديد.
 
وعادة لا تكون الأورام الحميدة خطيرة ، ولكن في حال زيادة حجمها وضغط الورم على إحدى الأجزاء المهمة في الجسم، مثل الأعصاب أو الأوعية الدموية، فقد تسبب الألم وبعض الأضرار في حال إزالة الورم، عادة لا يعود الورم مرة أخرى في حالات الورم الحميد.
 
اما الورم ما قبل الخبيث يكون الورم غير سرطاني، ولكن لديه القابلية على التحول إلى ورم خبيث في أي لحظة، ويجب مراقبته باستمرار.
من الأمثلة على الأروام ما قبل الخبيثة: التقرن الشعاعي وهي نمو الجلد بشكل غير طبيعي، وعادة تؤثر على أصحاب البشرة الفاتحة، ويزيد خطر الإصابة بهذا النوع من الورم مع التعرض المستمر لأشعة الشمس.
 
النمو الشاذ في عنق الرحم وغالباً يتم اكتشافها عن طريق مسحة العنق، وتنتج عن فيروس الورم الحليمي البشري عادة ما يتحول هذا النمو إلى ورم سرطاني خبيث بعدمرور من 10 الى 30 عام من الإصابة ويتحول إلى سرطان عنق الرحم.
 
والأورام الخبيثة هي الأورام السرطانية التي غالباً ما تنتشر إلى عضو آخر في الجسم، نتيجة النمو السريع للخلايا، والتي غالباً تكون مهددة للحياة وانها تكون ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ليختبر مدى ايمان العبد بالصبر على المرض و البلاء.
 
والابتلاء بالامراض في الأولاد من أعظم الابتلاء لهذا كان ثواب الصبر عليه جزيلاً الحقيقة نحن نسرف في الإحزان , ويجب ان نعلم ان كل شيء قضاء وقدر فأقول لأي إنسان إصابته بلوى فليصبر وله الجنة .
 
فلا شك أن من الحكم في ابتلاء الأطفال بالأمراض ما يصيب الوالدين من الهم والحزن، وذلك مما يكفّر الذنوب، ويمحو الخطايا. كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هَمٍّ، ولا حزن، ولا وَصَب، ولا نَصَب، ولا أذى، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه.
 
فمرض الأطفال ابتلاء للوالدين في صبرهما ورضاهما بقضاء الله وقدره، ولذلك من مات له ثلاثة أولاد أو ولدان واحتسب الأجر عند الله؛ دخل الجنة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ما مِنْكُنَّ من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابا من النار، فقالت امرأة: واثنين، واثنين، واثنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واثنين، واثنين، واثنين.
 
وإن الله عز وجل أخبر عن نفسه بأنه حكيم عليم ، وأنه جل وعلا يبتلي عباده بالسراء والضراء والشر والخير ليختبر صبرهم ويختبر شكرهم ، والأطفال وإن كانوا لا ذنب عليهم فالله يبتليهم بما يشاء لحكمة بالغة ، منها اختبار صبر آبائهم وأمهاتهم وأقاربهم ، واختبار شكرهم ، وليعلم الناس أنه جل وعلا حكيم عليم يتصرف في عباده كيف يشاء ، وأنه لا أحد يمنعه من تنفيذ ما يشاء سبحانه وتعالى في الصغير والكبير .
 
فما يصيبهم من أمراض وعاهات فيه حكمة بالغة ، منها : ليعلم الناس قدرته على كل شيء ، وأنه يبتلي بالسراء والضراء حتى يعرف من رزق أولاداً سالمين فضل نعمة الله عليه ، وحتى يبصر من ابتلى بأولاد أصيبوا بأمراض فيصبر ويحتسب ويكون له الأجر العظيم والفضل الكبير على صبره واحتسابه وإيمانه بقضاء الله وقدره وحكمته .
 
واعلم علم اليقين أن الابتلاء ليس بالضرورة أن يكون عقوبة للعبد، أو دليل هوان على الله، بل قد يكون الابتلاء دليل محبة من الله تعالى، وسبب لرفع الدرجات، ونيل الثواب العظيم، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط .
 
وما يحصل للوالدين الكافلين من الثواب فيما ينالهم من الهم، ويتعلق بهم من التربية والكفالة، ثم هو -عز وجل- يعوض هؤلاء الأطفال عوضاً إذا صاروا إليه .
 
ملحوظة : الفقرة الطبية مأخوذة من كتاب الأورام السرطانية للدكتور محمد محروس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى