اقتراح هزلي إسرائيلي للالتفاف على «حل الدولتين».. جزيرة صناعية وسط البحر وطنًا بديلًا للفلسطينيين!!
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
أثارت معارضة نتنياهو لحل الدولتين انتقادات من المسؤولين في بروكسل وواشنطن، مع تعمّق الانقسامات بين إسرائيل وحلفائها وداخل حكومتها. وقال البيت الأبيض، أمس الإثنين، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، يحافظ على «عقل متفتح»، بشأن الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه حل الدولتين. ويرى الباحث السياسي، جمال زقوت، رئيس مركز الأرض للدراسات والأبحاث، أن الولايات المتحدة باتت تتحدث عن حل الدولتين بشكل مبهم، وكذلك عن تقرير المصير، ولكن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يرفض كل ذلك.
جزيرة صناعية في البحر وطنا بديلا للفلسطينيين
أوضح «زقوت» للغد ، أنه عندما تحدث نتنياهو مع بايدن، عن إمكانية مناقشة حل الدولتين، عاد وأكد رفضه، ثم طرح وزير خارجيته، يسرائيل كاتس، على وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، أمس، اقتراحًا هزليًا بإقامة «جزيرة صناعية» قبالة سواحل غزة، تكون وطنًا بديلًا للفلسطينيين، وأن الجزيرة ستكون على بُعد 5 كيلومترات من ساحل غزة، ويمكن إنشاء ميناء ومطار عليها لتكون مركزًا تجاريًا على غرار سنغافورة، وفق تعبيره!!
وتابع الباحث السياسي: «كل ذلك يكشف النوايا الحقيقية لتلك الحكومة اليمينية العدوانية الاقتلاعية، التي تجر الصراع إلى أبعاد غير محسوبة، وهذا ما بدا يتبينه المجتمع الإسرائيلي».
الحديث عن الدولة الفلسطينية.. ولكن لا شيء يتغير
أشار الباحث السياسي إلى أنه في الظروف الحالية، لا يغير من الأمر حديث الولايات المتحدة مؤخرًا ومجددًا عن الدولة الفلسطينية، وعدم وجود طريقة بديلة لما أسمته «حل التحديات، التي تواجه إسرائيل على المدى الطويل والقصير من دون دولة فلسطينية»، ومن بعده تكرر بروكسل الموقف ذاته.. ولكن لا شيء يتغير.
لماذا ترفض إسرائيل حل الدولتين
بينما يؤكد مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، أن حل الدولتين قد مات بالفعل، فإن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، الدكتور حسام الدجني، يرى أن إسرائيل هي التي ترفض حل الدولتين، لأنها تدرك تماما أن الضفة الغربية المحتلة لو أُعطيت للفلسطينيين، فإن هذا يعني نهاية المشروع الصهيوني.
وقال الدكتور الدجني للغد: منطلقات الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين، هي منطلقات ذات بعد سياسي أولا، كما أن الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ـ أيضا ـ له بعد سياسي بالدرجة الأولى، أي أن الجغرافيا السياسية وعمق وطبيعة الخارطة، وطبيعة الموقع والمكان، هي المحور المهم، ولذلك فإن ربط الضفة وغزة بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لنتنياهو، أمر مستحيل.
وتابع الدجني: الآن كيف يصبح الأمر ممكنا، كيف يمكن قبول إسرائيل لحل الدولتين؟ وهذا يحدث لو وجد العالم إسرائيل تتقهقر في معركة غزة، وأن المحيط الإقليمي والدولي بات يضغط على إسرائيل، فستقبل على مضض.
قبول اليمين ونتنياهو لحل الدولتين ليس سهلًا.. ولكنه ليس مستحيلًا أيضًا.. أي ممكن أن يتم الضغط والقبول.
نتنياهو في أزمة كبيرة.. ويرفض الدولة الفلسطينية
يرى الباحث السياسي في الشأن الإسرائيلي، أحمد زكارنة، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يدفع لهدم كل ما تحقق لإسرائيل منذ كامب ديفيد، ثم وادي عربة (اتفاقيتا السلام المصرية والأردنية مع إسرائيل)، وحتى أوسلو، فهو يبحث عن مصلحته الشخصية، وإنقاذ نفسه من مقصلة المحاكمة، ويحمي حكومة الائتلاف من التفكك، بل قال نتنياهو واعترف منذ البداية، إنه الزعيم الإسرائيلي «الوحيد والأوحد»، القادر على الحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية.
متى وكيف ستنفذ مبادرة حل الدولتين؟
قال «زكارنة» للغد: إن هذا ينقلنا إلى بازار المبادرات الأوروبية والعربية والأميركية.. والسؤال: كيف يمكن لهذه المبادرات أن تتحقق، بينما المسؤول الإسرائيلي الأول يقول إنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، كما أن أغلب المسؤولين الإسرائيليين يشاطرونه الرأي في هذه القضية.
وتابع الباحث السياسي، إننا نكرر: كيف لهذه المبادرات التي تدور حول حل الدولتين، أن تنفذ؟ ومتى ستنفذ؟ وبالتالي فإن نتنياهو في أزمة كبيرة، وأعتقد أن حكومته ستنهار خلال شهر أو شهرين على أكثر تقدير.