مقالات

الإسلام يجمعنا

 د.صالح العطوان الحيالي
نشا الإسلام بعيدا عن القوميات والمذاهب والتطرف ، فكانت قوة الإسلام بوحدته يقول النبي صلى الله عليه وسلم انا اول العرب وبلال اول الأحباش وسلمان اول فارس وصهيب اول الروم ، هؤلاء جميعا لم يكونوا من قومية واحدة بل من عدة قوميات جمعهم الإسلام وشكلها قوة عظيمة تهابها الأمم، وكذلك يسري الأمر إلى قادة المسلمين من غير العرب فكان طارق بن زياد من البربر، وصلاح الدين الأيوبي من الأكراد، ومحمد الفاتح من الأتراك، ويوسف بن تاشفين من الأمازيغ، وقُطز من المماليك، وبركة خان من المغول، هؤلاء الأبطال فرقتهم الجنسيات والأعراق وجمعهم الإسلام العظيم! .وكان الإمام البخاري من فارس، والإمام مسلم من نيسابور، وابن ماجة من قزوين، وأبو داود من سجستان، والترمذي من أوزبكستان، والنسائي من تركمنستان، هؤلاء المحدثون أصحاب الصِّحاح الستة فرقتهم الجنسيات والأعراق وجمعتهم سُنة النبي صل الله عليه وسلم!
.إنَّ هذا الدين وإن بدأ بالعرب فإنه ليس للعرب من دون الناس، وليس بين الله وبين أحد من خلقه صلة قربى، فأبو لهب الهاشمي في النار وبلال الحبشي في الجنة، وأبو جهل القرشي في النار وسلمان الفارسي في الجنة، والوليد بن المغيرة المخزومي العريق نسباً في النار، وصهيب الرومي في الجنة!
القرشيون عريقو النسبِ الذين دخلوا النار إنما دخلوها بسوء أعمالهم، والمجاهيل والمساكين الذين دخلوا الجنة إنما دخلوها بحسن أعمالهم، بعد أن تغمدتهم رحمة الله تعالى، ولو انتفع أحد بنسب لانتفع أبو لهب وهو عم النبي صل الله عليه وسلم.
لو كان الولاء للأرض ما ترك رسول الله صل الله عليه وسلم مكة ولو كان للقبيلة ما قاتل قريشا، ولو كان للعائلة ما تبرأ من أبي لهب ولكنها العقيدة .
قال النبيُّ صل الله عليه وسلم يوماً: “يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً، يا عباس عمَّ رسول الله اعملْ فإني لا أغني عنكَ من اللهِ شيئاً، لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم”!
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام “تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى.”
وقال تعالى:”إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”
وقال تعالى :(إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )
أن يُحبُّ الإنسان أصله وقومه شيء، وأن يعتقد أنه أفضل من الناس بسبب أصله وقومه شيء آخر، فالأُولى من المروءة، والثانية من الجاهلية!.
فليبادر الجميع ويتسابق للأعمال التي تدخل الجنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى