معاناة آلاف الحوامل تتفاقم من نقص رعاية وسوء تغذية بغزة وسط القصف المستمر
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
واقع أليم تعيشه النساء الحوامل في قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر، وصعوبة العثور على مستشفيات آمنة، ونقص الغذاء.
وتواجه النساء الحوامل في غزة وضعا كارثيا في ظل انهيار القطاع الصحي وخروج أكثر من ثُلث المستشفيات عن الخدمة، بعد أن أجبر العدوان الإسرائيلي نحو مليوني مواطن فلسطيني على النزوح من مناطق سكناهم إلى مراكز للإيواء الموجودة بوسط وجنوب قطاع غزة، والتي تنعدم فيها المقومات الصحية.
أرقام صادمة
وفي جنوب وشمال قطاع غزة تعاني السيدات الحوامل من نقص الرعاية الصحية اللازمة ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإنّه ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وُلد نحو 20 ألف طفل في القطاع، غالبيتهم بمراكز الإيواء، ووسط ظروف قاسية جدا، خاصة مع خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
وتعمل الطواقم الطبية في غزة على توجيه السيدات الحوامل، وإعطاء تعليمات لهن حول كيفية التعامل والتصرف في أوقات الحمل.
وحول الصعوبات التي تواجه السيدات في غزة تقول طبيبة بالمركز الطبي بدير البلح للغد، إن السيدات تحتاج إلى التغذية لتقوية المناعة، وأنواع متعددة من الأدوية، وهي أمور لا تتوفر في أثناء الحرب، مشيرة إلى أن معظم المستشفيات قصفتها إسرائيل مما يصعب المهمة أمام السيدات الحوامل.
وأشارت إلى أن السيدات في فترات الحمل يحتجن إلى عناية وتنظيف الجروح أثناء إتمام الولادات القيصرية، وهن يجبرن على المبيت في الخيام في ظروف لا تصلح لحالاتهن.
وقالت سيدة فلسطينية في مقابلة أجرتها معها قناة الغد، إنها عانت خلال الولادة بشكل كبير، بسبب عدم القدرة على التواصل مع الإسعاف أو التوجه إلى مستشفى بسبب ظروف الحرب، والخوف من مغادرة المنزل.
وأشارت إلى صعوبة الوضع الذي يواجه النساء خلال فترات الحمل، لكنها أكدت أن الأمور مرت معها بسلام رغم حالة القلق التي كانت تنتابها.
أزمات متعددة
وأبلغت الأمم المتحدة عن حالات عدة لنساء أجريت لهن عمليات قيصرية دون تخدير كما يتم إخراج السيدات من المستشفى بعد ساعات قليلة من الولادة، وحتى بعد الولادة القيصرية. ونتيجة لفقدان الكثير من المواليد جراء تلك الظروف، تعمل الطواقم الطبية على تعليم السيدات الحوامل كيفية التعامل مع حالة حملهن في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.
وقالت سيدة أخرى إلى أن المكان الذي نزحت إليه غير صالح للمعيشة، وتضطر إلى استخدام مياه غير نظيفة خلال فترة الحمل، مشيرة إلى عدم قدرتها على توفير الحليب والحفاضات لطفلها الرضيع.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة تعاني 68 ألف مرضعة في القطاع من خطر الجوع وهن بحاجة إلى تدخلات وقائية وعلاجية وغذائية فورية منقذة للحياة، كما يعاني 7685 طفلاً دون الخامسة من الهزال الذي يهدد حياتهم، ما يجعلهم عرضة لتأخر النمو والمرض والوفاة في الحالات المتقدمة.
نقص الرعاية والغذاء
حذرت الأمم المتحدة مراراً من الوضع الإنساني الكارثي الذي تواجهه النساء الحوامل في قطاع غزة في ظل انهيار النظام الصحي وانعدام الأدوية والغذاء والماء وغيرها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقدرت عدد النساء الحوامل بنحو 50 ألف سيدة في قطاع غزة ينتظرن الولادة.
ويقول أخصائي النساء والولادة الدكتور محمد الرقب، إنه خصص خيمة في مركز للنزوح في رفح مخصصة لمتابعة السيدات الحوامل، مشيرا إلى أن الاحتياج الشديد من قبل النساء لهذه الخدمات دفعه لإقامة هذه الخيمة.
وأشار الرقب إلى عدم وجود مراكز رعاية أولية للنساء الحوامل، مؤكدا أنه اكتشف العديد من الحالات الصعبة وأوضاعها متدهورة خلال عمله.
ويوفر الطبيب محمد الرقب جهاز سونار لمتابعة السيدات في مراحل الحمل المختلفة، لكنه يشير إلى مشكلة تتمثل في أن بعضهن يتوجهن إلى الخيمة في أوقات متأخرة من الحمل.
وقال، إن توفير الدعم للعيادة يأتي بمجهود شخصي منه، في ظل صعوبات نقص الإمكانيات والأدوية.