مقالات

يوميات مواطن مصرى ” قيم نحتاج إستعادتها”

بقلم : محمد فكرى
الإيجابيه فى طرح الأفكار هي عنصرهام من عناصر النجاح الذى يحتاج اليه المجتمع ليعيد ترتيب أولوياته وليعيد تقيم مايتم عمله وإنجازه , ومنظومة القيم مليئه بما هو دواء لكل داء لما نحن نعيش فيه الأن , والبعد والتباعد المتعمد والمقصود عن هذه المنظومه نتج عنه فجوه كبيره في المجتمع بجميع فئاتها.
فالنقد الإيجابي البناء ومعرفة الحقوق والواجبات من عناصر نجاح أي منظومه عمل والذي يحتاج المجتمع المصري لها بشده عن طريق إيجاد منابر تتيح فرص الحوار والنقد وطرح الأفكار والبدائل للحلول والتطويرمن أجل البناء.
فمن القيم التي إفتقدنَاها عمداً قيم العمل والنظافه وهي من القيم التى كانت يتم تنميتها وترسخها في أذهان ووجدان الأطفال من الصغر في المدارس وفي المناهج الدراسيه والدينيه التى تم القضاء عليها في المناهج التى يدعون أنها مناهج مطوره، وفي إحجام الطلاب عن الحضور فى المدارس والأستعاضه عنها بالدروس الخصوصيه التى ضربت كل القيم المجتمعيه والسلوكيه في مقتل , وكذلك تدني دور الأسره في الحفاظ علي القيم المجتمعيه التي تعتبر صمام أمان المجتمع والتى تعكس مدي التطوروالتقدم والذي نري منها الكثير في كوكب اليابان الذي يعتبر نموذج مهم للتقدم والتطور . والذي تم إستيراد مناهج التوكاتسو والتي تعتمد علي مناهج لتنمية القيم المجتمعيه وتدرسها فى المدارس اليابانيه بعدما كانت القيم المجتمعيه عنصر مهم في كل مناح الحياه وعنصر مهم في العملية التعليمية بالمدارس بجميع أنواعها والتى لا تزال مدارس الراهبات مثال لمدارس تهتم بالقيم والاخلاق بجانب العملية التعليميه وربط المناهج بالقيم المجتمعيه وقيم السوق والتجاره والتي عندما أختفت وطمست هذه القيم أصبحنا نعيش في فوضي عارمه تضاف إلى الفساد والجهل .
ولنا في القرأن الكريم أسوةٌ حسنه لنتعلم منه ونقتدي به , فمن السور التى توقفت عندها سورة العاديات وتفسيرها والتى ضرب الله عز وجل لنا بها مثلاً عظيماً يجعلنا يجب أن نستحي من أعمالنا ، فلقد قدم الله لنا مثالاً عظيماً فقد أقسم الله عز وجل بالعاديات والعاديات هي الخيول ولكن الله عز وجل لم يقسم بها وهي واقفه في حاله الراحه والسكون ولكن نعتها بصفة الضبح وقال تعالى ” والعاديات ضبحا ” والضبح هو صوت أنفاس الخيول عندما يحترق صدرها من شدة الركض ، بل أكمل الله الوصف الرائع بقوله ” فالموريت قدحا ” والتى تعني الشراره التى تلمع نتيجة إحتكاك حوافرها مع الأرض وهي تركض بسرعه شديده.
فكان الإعجاز في الوصف لعمل الحصان نارً تحرق صدورها ونارً تحرق أقدامها !
وتكمل السوره بقوله تعالى ” فالمغيرات صبحًا ” ليخبرنا الله عز وجل أنا الخيول لا تركض للتسليه والتنزه بل تركض في عمل داخل حرب أثناء النهار ,
وهى تعلم أنها داخل معركه وتعلم أنها في خطر ومع ذلك لم تتراجع ساخطه على عملها وقائدها ,
وتكمل السوره روعه التصوير وقولة ” فأثرنا به نقعا” وهو أثاره الغبار فى المكان من شدة الركض فأصبح الهواء الذي تتنفسه الخيول مختلطا بالغبار فأصبحت صدورها تشتعل ناراً ومع ذلك تستنشق هواء مختلطا بالغبار تضحيه وقيمه لها معنى نتعلم منه . ونستكمل بقوله “فوسطن به جمعا” فهى تقف فى مركز المعركه أخطر مكاناً, كل تلك الأيات كانت قسماً من الله عز وجل .
ومن العجيب في هذه السوره جواب القسم الذي جاء فيه قوله تعالى ” إن الإنسان لربه لكنود “!!
فكانت النقله من الحديث عن الخيول ووصف أحوالها ثم الإنتقال فجأه للحديث عن حال الإنسان مع ربه ويصفه بال(كنود) أي الساخط على نعم الله .
فكانت هذه النقله العظيمه لتعطي المثل لمدي قيمة العمل والتضحيه من الخيول التى قد تضحي بحياتها لأجل عمل يامرها به قائدها الذي يطعمها ويرعاها وهو لم يخلق لها السمع اوالبصر ومع ذلك فهى تظهر أمتنانها له بالإقدام على الهلاك دون خوف.
اما الأنسان فانه يحب المال وهو شاهد بنفسه على ذلك وهي نعمه يعطيها العمل له وهي رزق من الله على عمل يقوم به ومع ذلك فهو غير ممتن لربه بذلك ولا يقوم بواجبه وعمله بأمتنان وبمجرد أن يصادفه امراً يشتكي ويتقاعص ,
ولقد أوضح الله ذلك في قوله ” وانه على ذلك لشهيد ” ” وأنه لحب الخير لشديد” والخير هنا بمعني المال .
وما نحب أن نصل له أنا قيمه العمل قيمه دينيه سماويه لم يذكرها الله في كتابه العزيز وفي سيرة نبيه الكريم إلا لأهميتها في نجاح حياه الفرد والمجتمع “فإن الله يحب إذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه ” ومع ذلك فاننا نري التهاون في العمل والتقصير في تقديم الخدمات وتحولها إلي مصالح فاسده لإستغلال المناصب والوظائف المختلفه في التربح والسرقه قد زاد بشكل ملحوظ نتيجة التهاون والتساهل في الرقابه والمتابعه والمحاسبه فمن أمن العقاب أساء الأدب .
ولقد تم تدمير قيمه العمل عند الاجيال الجديده والتى أصبحت لديها الاهتمام بوسائل التواصل والأنترنت وأهدار الوقت هي الاهم من قيم العمل والتعلم والتنميه.
ووضعتهم في غفله عن قيمه العمل ومقدار الأجر والثواب الذي يجزي الله به على العمل الذي يكون فيه جبرٌ للخواطر وتسيٌرلحوائج الناس وتسهيلاً لاعمالهم أجراً أضافياً علي مستوي الدنيا والاخره في الدنيا يزيد من البركه والصحه والمال أجوراً لاتقدر بمال وتزيد من الخير والتقدم والرقي فقيمه العمل قيمه ليس لها بديل في التطوير والتقدم والبعد عنها تسببت في تفشي الفساد والسرقه وضعف البركه في الرزق والصحه وماوصلنا له من إنفلات الاخلاق وفوضي السوق فالعوده للقيم هي الطريق الحقيقي للنجاح وبناء المجتمع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى