الأردن: الحكومة الإسرائيلية لا تريد إنجاز صفقة المحتجزين
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
شارك نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالأردن، أيمن الصفدي، اليوم الأحد، في جلسة حوارية ضمن أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، بعنوان «السلام المجزأ، ومستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية».
وقال الصفدي، في مداخلاته خلال الجلسة: «علينا وضع الأمور في سياقها الصحيح؛ ما نراه في غزة هو حرب مدمرة، وإبادة جماعية، وتدمير لسبل عيش مليوني شخص، ودفع بالناس إلى الهاوية، وتدمير للمستشفيات، وقتل للصحفيين والمسعفين وعمال الإغاثة، والسبب الرئيس لكل هذا هو الاحتلال الذي ليس هنالك آفاق لانتهائه، والذي يتم ترسيخه يومًا بعد يوم».
وأضاف الصفدي: «انظروا إلى عدد المستوطنات وزيادة عددها الذي شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية، انظروا إلى الوضع قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كان هناك غياب كامل للأفق السياسي، كان هنالك حكومة تضم وزراء متطرفين وعنصريين يدعون بوضوح إلى قتل الفلسطينيين، ويصفونهم بالحيوانات البشرية، ولا يحترمون حقوقهم، وكان هنالك نهج حاولت فيها هذه الحكومة الإسرائيلية بيع فكرة زائفة بأنها يمكنها تخطي القضية الفلسطينية لتحقيق سلام إقليمي وتجاهل الفلسطينيين كما لو أنهم غير موجودين».
وزاد الصفدي: «انظروا إلى الحقائق والأرقام، ماذا رأينا قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول؟ انظروا إلى عدد المستوطنات، ومصادرة الأراضي، ومحاصرة وخنق الاقتصاد الفلسطيني، والاعتداءات على المواقع المقدسة، والسردية السياسية التي كانت تخرج عن هذه الحكومة الإسرائيلية، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي قال أن مهمته هي إحباط تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة».
وأكد الصفدي: «كلنا أدنا قتل المدنيين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كل الدول العربية أدانت ذلك، إلا أنني لم أسمع بعد مسؤولًا إسرائيليا واحدا يدين قتل 30 ألف إنسان في غزة، 75% منهم نساء وأطفال».
وأكد الصفدي أن إسرائيل لا يمكن أن تنعم بالأمن ما لم ينعم به الفلسطينيون، وقال: «جميعنا لن ننعم بالسلام ما لم ينعم الفلسطينيون بحقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم، والحرية والكرامة».
وأضاف الصفدي أن «السبب الرئيس للصراع هو الاحتلال الذي يشكل انتهاكا لكل حق من حقوق الإنسان. ويتصور البعض أن المشكلة الوحيدة هي حماس، إلا إلا أن المشكلة الوحيدة هي الاحتلال، الذي لم يكن هنالك أي آفاق لإنهائه، ونحن في العالم العربي قلنا منذ عام 2002 إننا على استعداد لإقامة علاقات طبيعية كاملة مع إسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، إلا أن إسرائيل لم تفكر في ذلك حتى».
وشدد الصفدي على رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين، وقال: «الأردن ومصر كانتا واضحتين بشكل جلي بشأن رفض التهجير، إنه انتهاك للقانون الدولي، وجريمة حرب، كما أنه لن يحل أي شيء، وسوف يمهد الطريق لمزيد من الصراع، مضيفا: «من يريد السلام، فإن الطريق إلى السلام معروف وهو حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية يمكنها أن تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل».
وقال الصفدي: «لا شيء يمكن أن يبرر استمرار تدمير سبل عيش مليوني شخص، لا شيء يمكن أن يبرر مهاجمة المستشفيات، لا شيء يمكن أن يبرر قتل 12 ألف طفل، لا شيء يمكن أن يبرر جعل 17 ألف طفل في غزة يتيما، هذا غير مقبول بأي معيار من المعايير»، مؤكدا أن إسرائيل تجاوزت كل القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وتابع: «من غير المقبول الاستمرار في الالتفاف حول الأمور وعدم الاعتراف بأن المشكلة تكمن في السياسة الإسرائيلية، إذ إن إسرائيل لا تريد الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، وهم ليسوا فقط يقولون ذلك ولكنهم يفعلون كل ما من شأنه أن يجعل حل الدولتين غير قابل للتحقيق والواقع يشير إلى ذلك».
وأشار الصفدي إلى كيفية تطور الأمور على مدى السنوات الـ15 الماضية؛ وتقويض إسرائيل لكل آفاق السلام، واستمرارها في تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
الإرهاب الاستيطاني
وأشار إلى الإرهاب الاستيطاني في الضفة الغربية، وقال: «يتجول المستوطنون حول قرية فلسطينية يقتلون سكانها، ولم يتم اتخاذ أي إجراء جدي ضدهم».
وتابع: «قامت إسرائيل بتسليح المستوطنين وقام المستوطنون بالأمس بقتل أطفالٍ فلسطينيين، لذا يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها، والسبب الاساس للمشكلة هو وجود احتلال لا ترغب الحكومة الإسرائيلية حتى في الاعتراف به».
وقال الصفدي: «إسرائيل تأخذ أكثر من مليوني فلسطيني كرهائن في غزة، التي بقيت محتلة طوال السنوات الماضية؛ فإسرائيل خرجت من غزة إلا أنها حاصرت حدودها وحاصرت سماءها ومنعت دخول أي من متطلبات الحياة دون إذن منها، ومع كل هذا يدعون بأنهم انسحبوا من غزةالتي كانت سجنًا مفتوحًا حتى قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول»، مشيرا إلى أنه وفي الأيام الـ10 الماضية تم السماح لـ43 شاحنة فقط بالدخول إلى غزة محملة بالمساعدات وإلى أنه لم يتم توزيع تلك الشاحنات لأن إسرائيل قتلت حراسة الشرطة التي كانت تحميها.
وأضاف: «هنالك 500 ألف شخص يتضورون جوعا في غزة الآن وهم في أقسى مستويات المجاعة».
وفي حديثه عن التحريض، تساءل الصفدي: «عندما يقول نائب رئيس الكنيست إننا نريد حرق غزة، فمن هو المحرض؟».
وقال: «بالنسبة لصفقة المحتجزين، من يريد صفقة لا يبتعد عن المفاوضات، لقد انسحبت إسرائيل من المفاوضات، وأنا شخصيا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد إنجاز صفقة المحتجزين، ولا تريد لهذه الحرب أن تنتهي، إنها تريد الاستمرار في هذه الحرب».
وأكد الصفدي أن السلام الكامل مقابل إنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين، مشددا: «نريد سلاما إقليميا، نريد أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في أمن وسلام، ولكن لا يمكن لذلك أن يحدث إلا إذا تم تلبية حقوق كلا الشعبين».
وتابع: «لقد تحدثت مبادرة السلام العربية عن ضمانات عربية كاملة لأمن إسرائيل، وعلى إسرائيل أن تفعل ما هو صواب وعليها أن تعترف بأن للفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم، والحرية وأنهم ليسوا حيوانات بشرية، بل أناس يستحقون العيش بكرامة وحرية».