مقالات

تليكتابة… أسرة مريضة بالتوحد

بقلم _أسامه بدر

كلنا عارفين وكلنا متعلمين وكلنا فلاسفه وكلنا محللين لجميع الأخبار وكلنا بنفسر أحلام وكلنا عندنا القدره نحل مشاكل بعض ولكن مش كلنا نقدر نحل معظم مشاكلنا .

 

لا يوجد طبيب أسنان يستطيع أن يخلع لنفسه ضرس أو سن من فمه صح ولا أيه ولن تجد مدرس لديه القدرة والوقت لمتابعة أبنائه وتعليمهم لأن ببساطه يومه مغلق ما بين المدرسة والدروس الخصوصية ولك أن تقيس علي كل المهن بنفس طريقة القياس علي الطبيب وعلي المدرس أيضا ولكن يوجد من يستطيع أن يحل معظم مشاكل حياته بنفسه وهذا في حدود وظروف قليلة ومعينة .

 

فى هذه الفترة وتحديدا في أخر خمسة عشر عاما وبعد ظهور التكنولوجيا المتطورة تجد معظم أولياء الأمور شكواهم تقريبا واحده وخاصة من جهة تربية أبنائهم والغريب بالأمر أن من يقدم لك النصيحة قد يكون يعاني من نفس مشكلة صديقة مع أبنائه ولكنه يخجل أن يطرحها وسط زملائه ويكتفي بسماع الحلول ويحاول أن يطبقها

 

تعالوا نشوف ليه العنوان أسرة مريضة بالتوحد 

 

الأب 

هو رجل رغب فى الزواج وتزوج وكان يحلم بالإنجاب فكرمه الله بالذرية من الأبناء والبنات ، ومنذ هذه اللحظة وهو يضغط نفسه فى كل شيء لتوفير متطلبات الحياة وإرضاء أفراد أسرته وقضاء حاجات والديه إن كانوا علي قيد الحياة .

 

حياة الأب اليومية

يقوم من نومه مبكرا يأخذ حماما ويصلي ويرتدي ملابسه ويتوكل على الله متجها لعمله والذي يوفر له الدخل الذي يستطيع به العيش هو وأسرته ، ويعمل يوميا ما بين الثمان ساعات والإثني عشر ساعة ولو تخيلنا الحد الأدنى من ساعات العمل ٨ ساعات فيهم مجهود وتركيز ومشدات ومشاحنات وطلبات يجب إنجازها وعطلة بالطريق نتيجة الزحام أو حادث لا قدر الله فسوف نجد أن الأب يخرج من بيته فى السادسة صباحا تقريبا ليكون فى محل عمله فى السابعة أو السابعة ونصف بل ويوجد من يخرج من بيته بعد صلاة الفجر لبعد المسافة بين محل عمله ومحل إقامته فلو إتفقنا أن الأب بعد ساعات العمل ال ثمانية عاد إلى بيته فى الخامسة مساء أي قرب صلاة المغرب فأصبح يومه خلص ، وبعد وصول الأب لبيته سوف يكون باقي اليوم هو الأتي

_ إما ينام قليلا ويستيقظ ليلتقي بأصدقائه بالقهوه ويغير من جو مشاحنات العمل بالترفيه قليلا 

أو يقضي طلبات البيت ولوازم أخرى أو يستدعيه والديه فى أمر ما ، وبذلك يكون الوقت ضاع واليوم خلص تماما ويتبقي له عدد ساعات النوم والتي قبلها يتصفح تليفونه المحمول وقد يتكلم مع أفراد أسرته من اليوم كله ما لايزيد عن ساعتين من الأربع وعشرون ساعة وقد تكون هذه المدة من الوقت بها خلافات أسرية أو طلبات من الأبناء تزيد من الأعباء والضغوط على الأب ، وتجد فى النهاية الأب متهم بإنه منعزل على نفسه وليس لديه الوقت لمتابعة أولاده .

 

الأم

هي بنت طلب إيدها شاب وتزوجها ووجدت نفسها بين أمرين ولهما ثالث أما زوجة و ربةبيت وعمل تعمله لتساند زوجها أو زوجة و ربة بيت وبلا عمل لتتضاعف الأعباء على زوجها .

 

نشاطها اليومي

تستيقظ مبكرا لتحضير وجبات الإفطار للزوج ولها وللأولاد ومن بعد ذلك يتجه كل فرد لوجهته فالأب للعمل والأم كذلك إن كانت تعمل والأولاد إلى مدارسهم 

 

تعود الأم من العمل لتحضير الغداء وتشطيب أواني المطبخ وترتيب المنزل وانتظار الأولاده وتحضير الغداء لهم ثم تنتظر زوجها لتتناول الأكل معه .

 

بعد وجبة الغداء تقوم بغسل الأواني وعمل كوب الشاي والنظر إلى غسيل الملابس وبعد عملية الغسيل تقوم بنشر الملابس حتي تجف ومن بعدها تعمل على كي الملابس وتحضير وجبات اليوم التالى وإن كان متبقي شيء من الوقت تتابع أولادها ، وإن كانت الأم لا تعمل فهى تفعل فى بيتها كل ما سبق ولكنها تستطيع أن تنام فترة ثانية ولكن للتليفون المحمول باقى الوقت وقد تكون غير مستعدة لفرهدة المذاكرة مع أولادها والصراخ فى وجههم لعدم فهمهم لطريقة شرحها .

 

الأبناء 

مشغولون بالتليفون المحمول والألعاب الدموية والتى تؤدي إلى العنف والذهاب إلى مدارسهم والعوده للبيت لتناول وجبات الغداء والنزول من البيت وملاقاة أصحابهم والعودة للبيت للنوم وقبل النوم ينكدون على الأب بقائمة طلباتهم .

 

هذا هو المرض فى كل البيوت الأن وهو الروتين اليومي الذي أصاب الأسر بالتوحد فأصبح الوقت غير كافي بل وغير متوفر لتجتمع الأسرة على طبيلة واحدة ليتناولوا وجباتهم سويا ، وأصبح الروتين اليومي قاتلا لتواجد اللقاء الأسري والذي فيه سماع مشكلات الأبناء ومناقشة أمور البيت ومتابعة الأولاد ومن هم أصدقائهم ومن من أصدقائهم سيء ومن جيد وأصبح الروتين اليومي جعل الأب ليس لدية القدرة على حل المشاكل ويتم تأجيل كل الأمور المتعلقة بالبيت والأولاد ليوم الأجازة وعندما يشكو أحد من هذه الأوضاع تجد كل أصحابه على القهوة حكماء وواعظين وناصحين له وهم حالهم أصعب من صاحبهم. 

 

أعتقد أننا جميعا أصبحنا أسر مريضة بالتوحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى