استشهاد الرضيع الفلسطيني محمود فتوح يلخِّص مأساة أطفال غزة
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
مأساة إنسانية، يعيشها أطفال غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكشف استشهاد الرضيع الفلسطيني محمود فتوح الوجه القبيح للاحتلال، الذي لا يتورع عن استهداف الأطفال سواء بآلياته العسكرية، أو من خلال تجويعهم حتى الموت.
وكان إعلان وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، استشهاد الطفل الفلسطيني البالغ من العمر شهرين، بسبب سوء التغذية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، خير دليل على المأساة التي يعيشها الأطفال.
التحذير من مجاعة
وأفاد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع بأنّ فرقه أبلغت عن مستويات غير مسبوقة من اليأس، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة في قطاع غزة.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى انفجار في وفيات الأطفال في غزة.
وتداول عدد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قيل إنه للرضيع محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة سوء التغذية، وفق ما قالت وزارة الصحة في غزة.
ويعاني واحد من كل 6 أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير/شباط.
وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.
وتوقفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن تسليم شحنات المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
وذكرت الأمم المتحدة أن «السلوك اليائس لسكان غزة الجياع والمنهكين» يمنع توزيع المساعدات ودخول الشاحنات إلى القطاع.
وقالت الناشطة الحقوقية، رهام الجعفري، إن النساء والأطفال هم الأكثر تضررا من غيرهم من الحرب التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة.
وأضافت الجعفري، في تصريحات للغد من بيت لحم، أن المجاعة مستمرة، مؤكدة أن قطاع غزة هو المكان الأخطر في العالم بالنسبة للنساء، وخصوصا الحوامل والمرضعات، لأنهن يتحملن مسؤولية كبيرة في تقديم الرعاية والرضاعة الطبيعية وتغذية الرضع، بجانب الأطفال في سن النمو، الذين لا يتحملون الجوع لفترات طويلة.
وتابعت أن كل قطاع غزة يعاني من مجاعة، لكنها أشد وطأة في الشمال، لافتة إلى أن المجاعة هي أزمة من صنع البشر، يمكن تجنبها من خلال وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وضمان سلامة الطواقم الطبية والإنسانية، والتوقف عن القصف، وإدخال الوقود اللازم لإنتاج الطعام ولعمل المستشفيات والمخابز.
محمود ليس الأول ولا الأخير
محمود فتوح ليس الطفل الأول الذي يعاني من الأوضاع الكارثية والمأساوية التي تحدث في غزة، فقد انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع لفلسطينيين شمالي قطاع غزة، يجمعون بقايا الطحين المختلط بالتراب، وأطفال يشكون الجوع، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد علق مجددا مساعداته شمال القطاع على خلفية ما وصفه بالعنف والفوضى، في وقت تحذر فيها الأمم المتحدة من أن غزة باتت على شفا المجاعة.
وتفاعل عدد كبير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مع المأساة التي يتعرض لها أطفال غزة.
ونشر حساب باسم «سالم ربيح» صورة لطفل يحمل لافتة مكتوب عليها: «كيف يهون عليكم مشهدنا وإحنا بنموت جوع»، وعلق يقول: «كيف يهونون عليكم؟».
كما نشر حساب آخر مقطع فيديو لبعض الأطفال يبكون وهم يقفون عاجزين عن الحصول على الطعام بسبب الزحام، مما دفع بعض الأشخاص إلى مساعدتهم في ملء أطباقهم الفارغة.
كما تم تداول مقطع فيديو لطفل يأكل كسرة من الطعام، مصنوعة من علف الحيوانات، وقد اشتكى الطفل من أنه بعد اضطراره لتناول هذا العلف، يصاب بمغص وإسهال، وبعض المشكلات الصحية الأخرى.
على ألسنة الأطفال
والتقت الغد عددا من الأطفال في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، يروون الصعاب التي تواجههم في ظل نقص مقومات الحياة الأساسية.
كما رصدت الغد الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون في ظل نقص الموارد الغذائية ومياه الشرب بقطاع غزة، مع تصاعد التحذيرات من المجاعة.
وقال أحد الأطفال إن الاحتلال قصف منزلهم، مما أدى إلى إصابة عدد كبير من أفراد أسرته، وتم نقلهم إلى المستشفى.
وأشار إلى انهم يعيشون الآن في خيمة صغيرة، يصارعون البرد والجوع.