مشيرة موسى تكتب ” الورد للورد “
ممكن في الظروف اللي بنمر بيها دي حد يقول ” ورد ايه وكلام فارغ ايه ” … كده بأااااه انا ازعل وازعل قوي كمان … الورد ده احسن حاجة ممكن تنقل مزاجك من حال الى حال … حال افضل بكثير طبعا … باختصار “
ثقافة حب الورد والزرع دا شئ لازم نتعلمه من الصغر
.. يعني من اول لما الطفل يبتدي يعى ويفهم لازم نعلمه يقول ” الله ” لما يشوف وردة أو أي زرع عموما … لازم نعلمه يحافظ علي الزرع … زي تماما لما نعلمه … ازاي ما يأذيش الحيوانات الصغيرة والطيور …
في البيت والمدرسة زمان اتعلمنا معني الجمال … الورد كان لازم يكون في الفصل بالمدرسة وفي البيت كمان … ما تقطعش الورد … جملة ممكن اي حد كان يقولها لأي طفل في النادي أو الجنينة … طيب ايه اللى بيحصل دلوقتي …
في بيتي زمان … والأولاد صغيرين … كنت متفقة مع محل ورد … الورد بييجي مرتين اسبوعيا … لما كنا بنزور حد في بيته … كنا بناخذ معانا ورد … ولما كنا بنتعزم علي الغدا أو العشا … اتعلمنا نبعت الورد الأول … علشان ما نشغلش صاحبة العزومة بالورد ساعة ما نوصل … الورد وألوانه وانواعه ده كلام كبييييير عايز دروس كتيييييير علشان نفهمه … كل اللي بيغنوا غنوا للورد بالوانه … وكل اللي بيرسموا رسموا الورد … كل لون له معني … الورد جميل جميل الورد … لونه وشكله وريحته كمان … الله الله الله …
الغريب بأااااه ان في يومنا هذا … انتشرت اكشاك بيع الورود على كل ناصية … وأصبحت تنافس محلات الورد القديمة الشهيرة … لكن الاكشاك بتبيع اساسا ورد صناعي للأسف وطبعا شوية دباديب للأسف برضه … من كام سنة … صديق عزيز من مصر الجديدة عزم نفسه علي الغدا عندي في زايد … طلب يأكل بامية أو مسقعة … كان عندي وقتها طباخة شاطرة جدااااااااا … المهم قعد يحلف ” اجيب ايه معايا ” … طبعا كان ردي
” ولا حاجة … كله موجود ” … هو أصر وأصر وأصر … قلت خلاص هات ورد … واضح ان الطلب معجبوش … في الميعاد وصل … جاب معاه ” حزمة ورد تعبان من حر الصيف ” … انا طبعا شكرته … المهم بعد شوية سألني بثقة ” عجبك الورد ” … اسكت انا … الحقيقة ما اقدرتش … قلت له اه طبعا … انت جبته من الولد اللي واقف علي كوبري ١٥ مايو عند الزمالك … مش كده … مش عارفة ليه وشه جاب كل الوان الدنيا … وبعدين ضحك من قلبه وسألني بكسوف … عرفتي ازاي … اكيد نظرتي قالت كلام كتير …وهو يا حرام حاول يقول اي مبرر … ” اصل انا نسيت وفجأة لقيت الورد ده قدامي … في الوقت ده كانت حزمة الورد الدبلان دي بعشرة جنية … مش عارفة وصلت كام دلوقتي … لكن شايفاهم بيبيعوا الورد بالواحدة مش بالدستة زى زمان … بس العيال والرجالة البياعين بطلوا يقولوا ” الورد للورد يا باشا ” … كان زمان البياعين بيحرجوا الراجل أو الشاب بشياكة علشان يشتري الورد أو الفل للمدام أو الحبيبة … دلوقتي هما بيختاروا ماركات العربيات الغالية ويفضلوا يجروا وراها … في شكل أقرب الي الشحاتة … مش احتراما لجمال الورد وحلاوته …
الكروت زمان كانت لاجمل صور الورود … افتكرت حكاية لازم احكيها … صديق قديم سافر الي أمريكا في اوائل الثمانينات … في عيد الأم … قرر يبعت لحماته كارت … ولأن لغته الانجليزية علي قدها … اختار صورة ” مش بطالة ” لورد لونه بنفسجي … ماكنش يعرف ان ده كارت خاص بالمشاركة في الأحزان “الوفاة ” … وده طبعا كلام يدخل تحت بند ” العلام وسنينه ” ..
الكلام عن الورد والزرع فكرني بشوارع مصر الجديدة زمان … الحدائق الخاصة والعامة والشوارع عموما … كانت احدي ميزات مش بس مصر الجديدة لكن أيضا المعادي والزمالك ومناطق اخري بالتأكيد … وطبعا مع قرب حلول الربيع … كنا بنشوف التحول الرائع لشكل الأشجار … ونبدا في شم روائح الزهور والورود المميزة ..ورجعت تاني اتكلم عن زمان وأيام زمان … وأم كلثوم فجأة بتغني … وعايزنا نرجع زي زمان … قول للزمان ارجع يا زمان … صدفة غريبة …