زيارة تبادلية لمفتشي الآثار بمعابد اسوان
كتب نصرسلامة
نظمت ادارة الوعي الاثري بمعبد ادفو زيارة تبادلية لمفتشي الاثار بين معبدي ادفو وكوم امبو.
وصرح الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام منطقة اثار اسوان والنوبة، بان الهدف من تنظيم الزيارات التبادلية يأتي من اجل تنمية الخبرات الاثرية لدي مفتشي الاثار وحتي يتعرفوا على تفاصيل جميع المواقع الاثرية بمحافظة اسوان.
وقد شهد معبد كوم امبو صباح اليوم زيارة من مفتشي اثار معبد ادفو، استمعوا خلالها الى شرح تفصيلي من ذينب بسطاوي مدير معبد كوم عن تاريخ المعبد، واهم النقوش و الكتابات المسجلة على جدرانه واعمدته.
كما عرض محمد على النجار مديرعام اثار كوم امبو بعض اعمال البعثات الاجنبية بالتل الاثري للمعبد، ومحاجر جبل السلسلة وتفاصيل مشروع المياه الجوفية الذي تم تنفيذه منذ فترة، وقدم رمضان حسن مدير المواقع الاثرية باسوان محاضرة تناول خلالها شرح عام عن فكرة اقامة المعابد عند قدماء المصريين.
وافادت ثناء رمضان كبير مفتشي اثار ادفو و مسؤول الوعي الاثري، بان عدد مفتشي الاثار الذين قاموا بالزيارة حوالى 10 مفتشين، واضافت بان ادارة الوعي الاثري قامت بتسجيل الزيارة للاحتفاظ بها وعرضها على مفتشي الاثار الذين لم يتمكنوا من الحضور وايضا لحفظها في ملف خاص بادارة الوعي الاثري.
يقع معبد كوم امبو شمال مدينه اسوان على ربوة عالية تشرف على النيل ويرجع تاريخه إلى عصر البطالمة حيث تم إنشاؤه عام ١٨٠ ق. م في عهد الملك بطليموس السادس وقام بزخرفته الإمبراطور تيبريوس خلال العصر الروماني.
وقد زينت جدران وأعمدة المعبد بزخارف مصرية صميمة، تمتاز بدقة صنعها وحسن انسجامها وبجمال ما فيها من التوازن بين مناظرها وما حولها من النقوش والكتابات الهيروغليفية التي تغطي جميع جدران وأعمدة المعبد، إلى جانب الزخارف المسجله على الجانب السفلي لسقف المعبد بمناظر تمثل الشمس المجنحه.
كما ان رؤوس الأعمدة مختلفة عن بعضها من حيث الشكل وهذا ما كان شائعا في عصر البطالمة، وكلها معروفة من قبل هذا العصر ولاسيما ما يعرف منها برؤوس حتحور ورؤوس النخيل ورؤوس اللوتس ورؤوس البردي،
يشتهر معبد كوم امبو بوجود نقش في الجزء الخلفي مسجل عليه عددا كبيرا من أدوات الجراحه تبين مدى التقدم الطبي الذي كان عليه قدماء المصريين حيث يتشابهه عدد من هذه الادوات مع الادوات المستخدمه حاليا مثل المشرط والمقص وغيرها.
ومن اهم المباني المعماريه التي يتوقف عندها الزائر منبهرا مقياس النيل الذي يصل عمقه الي حوالي ١٦ متر في عمق الأرض، وهو مبنى من الحجر الرملي على شكل اسطوانى يحيط به سلم حلزوني داخلي يصل إلى قاع البئر ويأخذ جزءه العلوي شكل علامه عنخ رمز الحياه عند المصري القديم ، وربما كانت مياه هذا البئر تستخدم في أعمال التطهير قبل الدخول إلى المعبد او كانت تستخدم أيضا في قياس مستوى الفيضان.
وخلال السنوات الماضيه تمت أعمال تخفيض لمستوى المياه الجوفيه للمعبد تم من خلالها الكشف عن عدد كبير من الآثار، منها تماثيل لملوك من عصر الدولة الحديثه مثل الملك تحتمس الثالث ورمسيس الثاني بما يؤكد ان موقع المعبد كان مقام فيه في عصر سابق معبد من عصور أقدم.