صحيفة إسرائيلية تكشف عن توجه لتسليح مدنيين في غزة
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
قالت صحيفة (إسرائيل هيوم)، اليوم الجمعة، إن مسؤولين إسرائيليين يناقشون تسليح بعض المدنيين في قطاع غزة لتوفير الحماية الأمنية لقوافل المساعدات المتجهة إلى القطاع – على حد زعمهم – في إطار تخطيط أوسع نطاقا للإمدادات الإنسانية بعد انتهاء القتال.
وأصبحت مسألة توزيع الإمدادات بشكل آمن مشكلة كبرى مع زيادة الضغوط على المجتمع المدني في قطاع غزة ورفض شرطة البلديات توفير الأمن للقوافل بسبب خطر استهدافها من القوات الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن المدنيين لن يكونوا على صلة بالمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، لكن لم تتضح هويتهم بعد. وأضافت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرجأ اتخاذ قرار بشأن هذه القضية.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء عن التعليق على التقرير الذي جاء بعد أسبوع من استشهاد عشرات الفلسطينيين في واقعة استهداف فلسطينيين تجمعوا حول قافلة من شاحنات المساعدات التي كانت تدخل شمال غزة وفتحت قوات الاحتلال النار عليهم.
وسلط الحادث الضوء على الأوضاع التي يجري خلالها تسليم المساعدات إلى القطاع الذي حذرت الأمم المتحدة من تزايد خطر المجاعة فيه بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم نتائج مراجعة لملابسات واقعة قافلة الشاحنات يوم 29 فبراير/ شباط، محاولا التنصل من جريمته مكررا أن قواته أطلقت النار فقط على الأفراد الذين شعرت أنهم يشكلون تهديدا- على حد زعمه.
وزعم جيش الاحتلال في بيان «مراجعة القيادة وجدت أن قواته لم تطلق النار على القافلة الإنسانية، لكنها أطلقت النار على عدد من المشتبه فيهم الذين توجهوا إلى القوات القريبة وشكلوا تهديدا عليهم».
وادعى جيش الاحتلال أن الضحايا سقطوا جراء التدافع وأن قواته لم تطلق النار إلا في الهواء لتفريق التجمعات.
وقامت BBC بفحص مقاطع الفيديوات والصور المنتشرة للمذبحة، كذلك قامت بفحص المقاطع التي نشرها جيش الاحتلال وزعم خلالها عدم التدخل، إضافة إلى صور الأقمار الصناعية في محاولة لتحديد ما حدث.
وكشف تقرير لهئية الإذاعة البريطانية (BBC) عن كذب الرواية الإسرائيلية بشأن مجزرة دوار النابلسي قرب شارع الرشيد، التي نفذها الاحتلال بحق المدنيين العزل الذين احتشدوا حول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، ثم تم استهدافهم بنيران الاحتلال ما أوقع المئات بين شهيد وجريح.
ورفضت حماس التقرير الإسرائيلي الذي قالت إنه محاولة لتبرئة الجنود من الجريمة المروعة.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 100 شخص استشهدوا في الحادث وإن أغلبهم قُتل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد سيغريد كاج منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة للصحفيين هذا الأسبوع «عندما يستمر القتال، وحينما يشعر الناس باليأس، وعندما يتمزق النسيج الاجتماعي وتتزايد الفوضى، تزداد لدينا على الجانب الآخر صعوبة تلقي وتوزيع المساعدات بأمان، بعد إجراءات الفحص والتحقق».
وفي تقرير صدر يوم الأربعاء، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى «تقلص انتشار الشرطة المحلية في أعقاب موجة من الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وأدت إلى سقوط ضحايا من الشرطة».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجوم من البر والجو الذي شنته إسرائيل، على قطاع غزة المكتظ بالسكان أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 30878 فلسطينيا.