مشيرة موسى تكتب ” البوم الصور “
زمان كان في حاجة مهمة في كل بيت اسمها ” البوم الصور ” … اعتقد دي حاجة انقرضت من كل البيوت المصرية … ليه بأااااه … معرفش … لأ لأ … اعرف … بس زعلانة ان الناس نسيت الموضوع ده … السبب وراء اختفاء الألبوم … هو هذا التليفون المحمول … واللي رغم أهميته … الا اننى أعلنها صراحة … باكرهه وبشدة كمان … بسبب” الموبايل ” سارق البهجة الحقيقية … اختفت حاجات كتير من حياتنا … سهولة التقاط الصور في اي وقت وبدون استعدادات مسبقة … جعلت لهذا الاختراع قيمة وأهمية … للأسف الشديد … زمان كانت الكاميرات لها احترامها … اللي بيصور بيها لازم يكون محترف أو بيهوي التصوير … والفيلم لازم يتحمض عند معمل محترف … وطبعا كان ممكن نتيجة لخطأ ما ان الصور تتحرق … لكن حقيقى الصور المطبوعة كان لها فرحتها وجمالها … حتي الصور الأبيض والأسود … قبل مرحلة الصور الألوان … كان لها جمالها … الصور كانت بتستقر في البوم الصور … وممكن يتكتب جنبها التاريخ والمكان والمناسبة … الصورة كانت توثيق للحدث … لسه محتفظة بصورى وانا صغيرة … وصورى في المدرسة … حتي أولادي وهما صغيرين لهم صورهم … وكنت بستعين بمصور محترف ” فنان ” سنويا في أعياد ميلادهم … الصور دي كنوز فعلية … فيها بقابل الحبايب اللي رحلوا عنا … معاها روحى بترد من تانى … وباسمع الضحك والتعليقات …
الحقيقة ” الموبايل ” مش بس كان السبب وراء اختفاء الألبوم … لا ده كمان كان وراء الجفاء في الأسرة وفتور العلاقات الإنسانية والخرس الزوجى … هو الحقيقة “الخرس ” كان موجود من الأول … لكن زاد شويتين تلاتة … ايه بااااه اللى فكرنى بالبوم الصور … مرارة رحيل الحبايب … كل ما اسمع عن سنوية فلان ولا فلانة … أو اسمع ان حد رحل عن عالمنا … ارجع للصور القديمة … واترحم على اللى رحل والأيام اللى كان كبارنا ماليين علينا حياتنا … نصيحة من القلب … اطبعوا الصور اللي على الموبايل … وارجعوا اشتروا البوم الصور من تاني …
في البوم تاني اختفي من حياتنا … هو البوم الطوابع … ودى كمان كانت هواية لطيفة جدااااااااا انتهت مع نهاية وقف إرسال الخطابات … وده بيرجع طبعا للتكنولوجيا الحديثة … العيال بتوع اليومين دول مش متصورين فكرة الجوابات اللي ممكن تأخذ كام يوم علشان توصل … مش متصورين ازاي كنا عايشين من غير الموبايل …
حاجة تانية اختفت وكنت باحبها … هى الاتوجراف … كل سنة في المدرسة كنا بنجيب الاتوجراف ونكتب التاريخ … وكل الاصحاب والمدرسين كانوا بيكتبوا فيه كلام لطيف … ويلزقوا صورهم أو ستيكرز ورد وقلوب … برضه ده توثيق … عامل زى اللافتة الحديثة اللى بيعلقها الجهاز القومي للتنسيق الحضارى علي البيوت بتقول ” هنا عاش فلان ” … سلام بأااااه علشان انا قاعدة بتفرج علي صور رمضان زمان في بيتنا وبيوت الحبايب اللي رحلوا وسابونا مع الذكريات … رمضان كريم …