تحتمس الثالث.. رمزًا للإرادة والعزيمة
كتب مصطفى شعراوي
في عمق التاريخ، حيث تتلاقى الأساطير مع الواقع، يبرز اسمٌ لامعٌ كنجمٍ في سماء العظمة. إنه تحتمس الثالث، الإمبراطور الذي نسج من الفتوحات إكليلًا لمصر، متوجًا إياها بمجدٍ يفوق الزمان. لقد خطّ بسيفه خارطة إمبراطورية رُسمت حدودها بين ثنايا القارات، ممتدةً من رمال مصر الذهبية إلى أعماق آسيا وأدغال إفريقيا، مؤسسًا عهدًا جديدًا من السيادة والقوة.
تحتمس، المولود لجحوتي، إله الحكمة والمعرفة، حمل اسمه كرمزٍ للنبوغ والذكاء. هذا الفرعون الشاب، الذي تربع على عرش الأسرة الثامنة عشر، لم يكن مجرد حاكم، بل كان رمزًا للإرادة والعزيمة. فبالرغم من العقبات والتحديات، ومنها اغتصاب عرشه من قبل الملكة حتشبسوت، الوصية القوية التي حكمت باسمه، إلا أنه استعاد مكانته كحاكمٍ مطلقٍ بعد رحيلها، ليقود مصر نحو عصرٍ من الازدهار دام لأكثر من نصف قرن.
تحتمس الثالث، الإمبراطور، القائد، الأخ، والابن، شخصية تجسدت فيها كل معاني القوة والحكمة، وتركت بصمتها على صفحات التاريخ كواحدٍ من أعظم الأباطرة الذين مروا على مصر العظيمة.