مقالات

صراع في البوغاز.. جثمان الاسكندر ومعركة دمياط

بقلم الأثاري/ تامر العراقي

كان برديكاس ابن أورونيستس (321 : 365 ق م ) نبيل مقدوني من بيت أوريستيس من عائلة ملكية حكمت ذات يوم مملكة مستقلة صغيرة في المرتفعات المقدونية ، ولكن تم تجريد سلطاتها من قبل (فيليب المقدوني) والد الإسكندر وكان في نفس عمر الاسكندر تقريبا او اكبر قليلا .
و قد تبع برديكاس الاسكندر أثناء عبوره الي اسيا الصغرى ، ومحاربة الفرس في العديد من المدن ، وقد حصل علي العديد من الترقيات حتي أصبح الحارس الشخصي للاسكندر الأكبر ، حيث شوهد مع الإسكندر في صراعه ضد الماليين حيث أصيب الملك باحدي جروحه الأكثر خطورة ، حين اخترق السهم رئته و قام برديكاس بإزالة السهم

تابوت الموت و الإرث:
كان برديكاس ويطليموس خلفاء الاسكندر علي عداء تاريخي وخلاف دائم منذ بابل وغزو بلاد فارس ولم يشارك برديكاس في الحرب في آسيا الصغرى
بعد وفاه الإسكندر ببابل بالعراق فقام (بطليموس الأول) باختطاف جثمان الإسكندر من سوريا وأرسلها الي ممفيس( ميت رهينة) تمهيدا لنقلها فيما بعد الي الإسكندرية ، حيث تشاجرا الرجلان بشدة في بابل،
ومع قيام بطليموس الأول باختطاف جسد الملك وقتل (كليومينيس ) ،
لذا أعتقد برديكاس بأنه لا بديل عن إعلان الحرب علي بطليموس والاستيلاء علي أراضيه خزانته وغزو مصر وذلك لاعتقاده بأنه الأحق بأخذ ناقوس الملك و دفن جثمانه في مقدونيا مسقط رأس الملك وأقامه قبر له هناك ، كذلك الاستيلاء علي إرث بطليموس بعد أن تم تقسيم ممتلكات الإسكندر .
الا أن محاولاته قد بائت بالفشل ثلاث مرات في عبور نهر النيل ، حيث كان قد حاول مرتان في دخول مصر عن طريق (الفرع الببلوزي) بشمال سيناء وفشل نظرا لشدة التحصينات العسكرية هنآك .


فلجأ في المحاولة الثالثة والأخيرة لدخول مصر عن طريق الفرع الفاتيمي ( فرع دمياط) . ولكن كانت النهاية حيث خسر حوالي ٢٠٠٠جندي من قواته ، وبدأ اليأس يتخلل إلي قلوب رجاله لأنهم رأوا الكثير من أصدقائهم يموتون ، وتزايدت حالات الفرار من الخدمة و في النهاية دخل عليه ثلاثة من ضباطه المخلصين هم ( بيثون ، انتجين ، سلوقس) في خيمته وطعنوه.
و قد كان برديكاس قائداً قديرا مخلصا للكل من الإسكندر والامبراطورية آلتي بناها وكان حلمه الوحيد الحفاظ علي المملكة إعادة توحيدها تحت قيادة زعيم واحد ( الإسكندر الرابع) ابن ( الإسكندر الأكبر ) بدلا من تقسيمها بين خلفائه ، ولكن لم يكن يحظي بشعبية كبيرة بين القادة القدامي خاصة (بطليموس الأول سوتير) .
كذلك كانت هناك محاولة أخري لدخول مصر في نفس فترة حكم( بطليموس الأول سوتير) من ناحية دمياط أيضا عن طريق القائد المقدوني ( ديمتريوس الأول) ، والذي فشل في الدخول من الفرع البيلوزي المحصن بالاستحكامات الحربية ناحية الفرما بشمال سيناء ، واتجه للفرع الفاتيمي فرع دمياط ولكن جائت محاولته بالفشل أيضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى