مشيرة موسى تكتب ” الدنيا بالألوان “
اتفرجت على فيديو قصير جدااااااااا … والله الفيديو اصابنى بالخرس … الفيديو بيقول كل حاجة … اب بيتلقى هدية عيد ميلاده من زوجته وأولاده الكبار … واضح من الأصوات بس … الأب واقف على سلم البيت الصغير المطل عل جنينة … الهدية فى صندوق صغير جدااااااااا … وواضح انه خفيف جدااااااااا … الأب بيبدأ فى فتح الهدية … يمكن فى مخه بيسأل ” هى دى اخرتها … واقفين يصورونى ومبسوطين … والصندوق باينه فاضى ” … بيفتح الصندوق ويلاقي ان الهدية نظارة شكلها عادى جدااااااااا … ” كلهم بيصرخوا البسها البسها ” … اللحظات الجاية … لحظات فارقة فى حياة هذا الأب … مش قادرة اوصفها من جمالها … الأب اللى عاش طوال حياته فى عالم ” الأبيض والأسود ” فجأه وعلى غفلة … شاف الدنيا بالألوان … النظارة اختراع جديد يساعد المصاب بعمى الألوان على دخول عالم الألوان الإلهية… لا حول ولا قوة إلا بالله … الرجل وقف مبهورا ممسكا بالنظارة السحرية … يلبسها ويقلعها ويقارن …يلف ويدور حوالين نفسه مش مصدق … يقولوا له ” بص على الزرع والزهور ” … الراجل بيبكى من الفرحة … قعد يسأل فكرة مين دى … هدية عيد ميلاده فى لحظة غيرت رؤيته للحياة … الرجل فجأة وعلى كبر أكتشف الألوان … احتضن زوجته اللى اعتقد هتاخد بعض الوقت فى تعليمه الألوان … لمة الأسرة والحب والسعادة والرغبة فى اسعاد “رب الأسرة ” … حتى لو كان كبر خلاص … فكرنى بلمتنا زمان فى بيت ابويا … هو كان عايز كل واحد فينا ” امى والأولاد والاحفاد ” فى اسعد حال … واحنا كمان كنا عاوزينه مبسوط وسعيد وراضي عنا كلنا … فى نفس اليوم سمعت مذيع لبناني شهير يحكى وهو حزين قصة سمعها فى رمضان الماضى … وأجل سردها … يحكى عن اب كبير فى السن ميسور الحال … له من الأولاد أربعة … عاش حياته وهدفه اسعادهم هم واولادهم … الاولاد اخذتهم الحياة بعيدا وتشتتوا فى أنحاء العالم … ويكتفى أحدهم بالاتصال مكالمة كل شهر … ويكتفى أخر بالاتصال مرة اسبوعيا … الرجل يقارن بحزن شديد بين ما تحرص زوجته على تقديمه لأفراد اسرتها حتى وقتنا هذا …وبين السؤال
” الكليشيه ” لأولاده كلما اتصلوا ” ناقصكم حاجة ” … واضح ان مفهوم الأسرة واللمة اختلف عن زمان … حتى لو حصل التجمع الأسرى … كل واحد من الكبار والصغار بيبقى جايب معاه ضيف غير مرغوب فيه …
” الموبايل “هذا الجهاز الصغير مفرق الجماعات وهادم اللذات … من قلبى نفسى نرجع للتجمعات الأسرية بتاعة زمان … نفسى الأسرة تتجمع …قبل ما الكبار يمشوا … افرحوا بيهم وفرحوهم بيكم واولادكم …