سياحه وآثارمقالات

دلائل تؤكد معرفة قدماء المصريين لمرض البلهارسيا

كتب بسام الشماع

لم يكن المصري القديم متقدما في علوم الهندسة والبناء فقط، بل كان سابقا لعصره في كافة المجالات ومنها الطب وبعض الامراض التي اكتشفها العلماء حديثا مثل مرض البلهارسيا.
وقد توصل العالم الألماني “تيودور بلهارز” لمعرفة مرض البلهارسيا في عام 1851، وأعطى له اسمه وفي عام 1910 اكتشف سير مارك روفر، وهو رائد علم أمراض المومياوات “شيستوسوما” متكلسة، (شيستوسوما هي دودة البلهارسيا)، في مومياوات يرجع زمنها إلى الأسرة العشرين من التاريخ المصري القديم.
و يعتقد يعض العلماء الاجلاء أن المصري القديم اكتشف مرض البلهارسياو أطلق عليه اسم “عاع” بالنطق المصري القديم .
وذكر مرض الـ”عاع” في ٤ برديات، حيث تكرر اسم هذا المرض 28 مرة في بردية إيبرس، وهي أطول البرديات وترجع إلى أكثر من 1000 عام قبل الطبيب اليوناني القديم الشهير “أبو قراط” والذى يلقب خطأ بأبو الطب.
وجاء في البردية عبارة عن وصفة طبية لإزالة Wemyt” “weremit” “وميت” “ورميت” من البطن عن طريق مشروب ابتكره المصري القديم.


كما جاء ذكر مرض “عاع” في بردية برلين 12 مرة، و9 مرات في بردية هيرست ومرة واحدة في بردية لندن،كما أكد لنا العالم الفذ”بول غليونجي” في كتابه “قطوف من تاريخ الطب”، دار المعارف،” أن المصري القديم وصف الصورة الإكلينيكية لـمرض “عاع” على أنها انتفاخ معوى مع آلام في البطن ودقات متسارعة لـ القلب، وظاهرة عرض الإفرازات الدموية” مؤكداً أنها البلهارسيا، المرض المعروف، كما أكد بحث حديث عام 2014، أن حوالي 240 مليون شخص في العالم مصابين به.
وكان المصري القديم يعتقد أن الأرواح الشريرة هي سبب الإصابة بالبلهارسيا كعادته مع العديد من الأمراض، ولهذا يبقى النقاش والسجال والمحاولات لمعرفة إذا كان المصري القديم قد تعرف على البلهارسيا، فكيف درسها بهذه الدقة وهي غير مرئية للعين المجردة، وجاء في نص مصري قديم بأن سبب مرض الـ”عاع” دودة اسمها “حررت”.
و يبقى سؤال..هل تعرف المصري القديم على الاعراض بدون رؤية الكائنات الدقيقة المسؤلة عن المرض و ذلك لعدم اكتشاف أي عدسات مكبرة أو ميكروسكوبات مصرية قديمة حتى الأن؟
أسئلة كثيرة مازالت تحتاج لاجابات..
المؤرخ والمرشد السياحي بسام الشماع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى