مقالات

مشيرة موسى تكتب ” جارى يا جارى “

كان زمان فى مثل بيقول ” الجار قبل الدار ” … ليه بأااااه لان الجار ” فى الحقيقة “أقرب إليك من اى حد من أهلك … يعنى الواحد لا قدر الله … لو تعب ممكن يخبط على الحيطة بس ” فيحضروا الجيران ” ولا كأن معاك مصباح علاء الدين …
وانا صغيرة كان العزال والانتقال من بيت لبيت امر سهل جدااااااااا … يعنى الواحد لو كان زهق من لون الحيطان وعايز يبيض البيت … كان اسهل له يأجر بيت جديد وينقل العفش للشقة الجديدة النظيفة أسهل من انه يبيض الشقة وهو والعيال فيها … واللطيف ان الشقة الجديدة دى ممكن تكون فى نفس العمارة أو العمارة اللى جنبها … وكانت يافطة ” شقة للايجار ” موجودة على كل عمارة … فى كل الاحياء …
وانا صغيرة جدا كان أتوبيس المدرسة بيعدي علينا اول ناس ويرجعنا اخر ناس … كنا ساكنين فى منطقة فيلات فى مصر الجديدة بعيدة عن المدرسة … طبعا كنا بنرجع تعبانين …ابويا قرر نعزل … واخذ شقة فى أحد شوارع روكسي القريبة جدااااااااا من المدرسة … عمارة جديدة تحفة ٦ أدوار وكل دور ٤ شقق …شقتنا كانت فى الدور الخامس وتتطل على شارعين من أهم شوارع المنطقة … سيبكم باااااه من الشقة وجمالها … انا عايزة اتكلم عن الجيران وجمالهم … ايه الناس الحلوة دى … كفاية ” طنط عادلة ” كانت شقتها وشقتنا بتتشارك فى سلم السرفيس … يعنى المطبخين على بسطة واحدة … انا امى كانت بتشتغل … طنط عادلة كانت بتطمئن علينا انا واخواتى … كانت بتعمل احلى اكل وكحك وبسكوت … كان مفتاح شقتنا عندها علشان اللي ييجى الأول … ما اقدرش انسى لها وقفتها هى وأسرة الدكتور زغلول فى الدور الثانى فى حرب ١٩٦٧ … وما اقدرش انسى اخى وصديقى اسامة اللى كان الأول على الدفعة اللى قبلى فى الجامعة … كنا انا واصحابى نكلمه يطلع يشرح لنا حاجة مش فاهمينها فى المنهج … ده كان شكل الجيرة والجيران الأصيلة… حتى بعد زواجى وانتقالى لبيت اخر قريب من الكلية الحربية … جيرانى كانوا أقرب للأهل … كاميليا وسمير ولا ميرفت وعلى ولا امال وعازر ولا مين ولا مين …
طيب ايه بأااااه اللى حصل للناس … انا تقريبا معرفش شكل جيرانى فى الشيخ زايد … بإستثناء أسرة عمر وياسمين اللى عزلوا من فترة … اول ما سكنت افتكرت انى هلعب دور ” الجدة الطيبة ” لكل عيال العمارة خصوصا اني فى الدور الارضى وعندى جنينة وكلاب لطيفة … لقيت الجيران اللى جنبى علوا السور…بارتفاع سور القلعة … والجيران اللى فوق بينشروا الغسيل والمية تغرقنى وناس تانيه تكييفها بينقط فوق المشربية الخشب … ماحدش بيسلم عليه فى الطلعة والنزلة … ماحدش فهم معنى انى قدمت لهم ورد وشيكولاته اول ما سكنوا … الحمد لله الناس اللى ضايقتني عزلوا … وتوقفت عن تقديم الورد والشيكولاته للجدد … بس علاقتى رائعة مع حارس العقار وزوجته … هما اللى بيسألوا عليه لو اتاخرت الصبح شوية … ايه اللى حصل للجيران الحلوة … يا رب يرجعوا لحياتنا قريب … انشروا الحب والسلام … دى حاجة مش هتكلفكم غير ابتسامة من القلب …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى