مقالات
معاكسة النساء
د.صالح العطوان الحيالي
اليوم أتطرق عن موضوع منتشر في مجتمعنا بشكل ملفت للنظر الا اني ساتطرق اليه بشكل موجز الا وهو المعاكسة.
المعاكسة هي تعبير ملطف للتحرش الجنسي اللفظي، ظاهرة تنتشر في مجتمعنا من دون استثناء، وقد تتنوع بين المديح اللطيف أو العبارة الطريفة الذكية، وقد تصل الى حد الإباحية التي تتضمن الكثير من الكلمات النابية. ولأنها من الظواهر التي قد تكون بريئة أحياناً فإن المجتمع ينقسم حولها، البعض يعتبرها من الأمور الطبيعية المرتبطة بالشباب الذين يجدون أنفسهم ملزمين للبروز بين مجموعتهم، والبعض الآخر يعتبرها ظاهرة لا أخلاقية مهينة للمرأة.
وسواء كانت بريئة أو غير بريئة فإن المعاكسة تندرج ضمن التحرش الجنسي بشقه اللفظي، وهي في بعض الأحيان المدخل لتحرشات من أنواع أخرى أكثر خطورة…المعاكسات تعتبر واحدة من أعظم وسائل جلب الفساد وانتشار الفاحشة، بتيسير اللقاء الحرام، وما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما. وهي وسيلة من وسائل دمار الأسر وتضييع مستقبل الفتيات.
قد يعتقد بعض الشباب أن المعاكسة مجرد تسلية، فمتى كانت أعراض المسلمين تسلية لهؤلاء. وهناك من المعاكسين من تسمع منه الكلام المعسول يعطي المسكينة من طرف اللسان حلاوة لكنه يفترس كما يفترس الأسد ضحيته إذا تمكن منها.
ولتعلم الفتاة المصونة أن هذا ليس طريقها وليس هذا ما أمرها به دينها فقدوتها أمهات المؤمنين خديجة وعائشة رضي الله عنهن ولتفتخر بدينها وبحجابها وعباءتها، فوا لله هي عزها وشرفها، فالأنذال واللئام يخشون من هذا اللباس ويحترمونه، وحينما يرون الكاسية العارية المتبرجة السافرة يتجرؤون عليها، بل يطمعون بها لأنهم يعتقدون أنها لو كانت شريفة كما يقولون لما لبست هذا اللباس، فهي سلعة رخيصة وهي منظر للرائح والغاد، فوا لله إنها مسكينة والبعض من النساء وللأسف الشديد تحاول فتنة الرجال ولفت الأنظار إليها وما علمت أن الرجال يستحترونها وينبذونها ولو سألتهم أترضون بها زوجة لأجابوا بالرفض الشديد.
فلو نظرنا أيها الأحبة للأسباب التي أوقعت الشاب والشابة في المعاكسة لوجدنا أنها كثيرة ولعلنا نذكر منها بعض الشيء.
اسباب المعاكسة
1. التساهل في رد الفتاة على الهاتف.
2. التقليد الأعمى لما يسمع ويشاهد من الشاب والشابة.
3. الخضوع في القول أو زيادة الكلام من غير حاجة.
4. الترقيم من الشاب.
5. النزول للأسواق من غير محرم أو النزول مع طفل صغير لا يدرك .
6. المراسلة.
7. عدم وجود الرقيب أثناء خروج الطالبات ودخولهن.
8. الرفقة السيئة عن طريق الزملاء أو الزميلات.
9. عدم ا لإرشاد والتوجيه وعدم التربية الصالحة في البيت.
10. المعاملة السيئة في البيت، أو القسوة من الوالدين.
11. الفراغ القاتل.
12. تأخير الزواج.
13. المال.
14. عدم وجود الولي المسؤول في البيت.
15. السهر.
16. فضول النظر سواء من الرجل أو المرأة
وهناك اسباب كثيرة.
اما الاثار المترتبة على المعاكسة فهي
1. دمار وشتات للأسر.
2. مضيعة للوقت وإهداره دون فائدة.
3. يجر إلى المحرم وهذا يؤدي إلى النار.
4. ربما يجني صاحبه عقوبته في الدنيا قبل الآخرة بحد أو سجن.
5. ربما يجني من المعاكسة السفاح والعياذ بالله.
6. إزعاج للمسلمين ومصدر قلق لهم.
7. التعرض لدعوة من أحد المسلمين.
8. تشويه لسمعة الشخص وسمعة أهله.
9. التعود على الجبن والخوف وعدم المواجهة.
10. الكذب وهذا يؤدي إلى النار.
11. الانعزالية والاكتئاب والشعور بالوحدة، لأنه يعتقد أن من يشاركه الهم والمحبة هو حبيبه فلذا ينعزل عن أسرته ومجتمعه.
12. تبذير المال والإنفاق دون شعور ولأجل حبيبه صرف المال في وجه غير شرعي.
13. الفضولية في جميع الأمور فهو عود نفسه على الفضول والتطفل في أموره كلها، فانعدم الأدب عنده فهو دنيء النفس يسقط عند كل كلمة وعند كل حركة.
14. إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد توعد الله هؤلاء بالعقوبة. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور
15. اختلاط الأنساب والأحساب وربما ضاعت الأنساب واختلطت بسبب هذا الشيء.
16. عدم الواقعية فهو يعيش في عالم وخيال واسع أحيانا، وكما يسمونه ((يعيش في الرومانسية)).
17. الابتلاء والعقوبة لمثل عمله. قال تعالى:{جزاء وفاقا} [النبأ: 26].
18. انعدام وفقدان المروءة والشهامة والرجولة.
19. الإصابة بالأمراض الحسية والمعنوية. قال كعب: ((إذا رأيتم الوباء قد فشا فاعلموا أن الزنا قد فشا)).
20. الفساد الأخلاقي.
21. الشك والوسواس حتى بعد الزواج.