مقالات

“شروق شمس الحرب العالمية الثالثة “

بقلم: خالد عبدالحميد مصطفى
من خلال أبرز التحديات والصراعات التي نشهدها في عالمنا اليوم، وتحالفات أهل الباطل ضد أهل الحق، والرهان العلن على قتل عمليات السلام والعيش في سلم وأمان، والتحالف الغربي المُخزي على إبادة شعوب في وسط النهار. تبرز الآن في الأذهان مقولة صادقة مفاداها “أن الليل وإن طال، وأن الظلام والظلم وإن ذاد، فلابد من طلوع الفجر”، تعبير جميل عن الأمل والثقة في الله بآن الحق سينتصر وأن السلام سوف ينتشر، وأن رسالة الأديان جائت تأكيداً لهذا القول بأنه سوف يأتي بعد كل ليل فجر جديد يُبدد الظلمات ويعيد التوازن من جديد .
إن الأحداث الجارية الآن وأنهار الدماء التي تنبع من بحيرات الغرب تؤكد لنا إحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، حيث ينقسم العالم الآن بين القلق والأمل، القلق من حتمية الحرب وغرق الشعوب في ويلات الحروب، والأمل الكبير في إنهاء الصراعات بطرق دبلوماسية من خلال طاولة المفاوضات والحوار البناء المثمر. في هذا السياق، يتجدد الأمل أيضاً في أن تكون هذه الحرب لو قامت، رغم قصوتها وما سوف تخلّفه من دمار شامل للشعوب، إلا إنها سوف تكون بداية لنهاية الظلم وبزوغ فجر جديد من السلام . نعم، قد تكون الحرب قاسية ومدمرة، لكنها تحمل في طياتها إمكانية إعادة بناء عالم أكثر عدلاً وإنصافاً.
لقد تزايدت المخاوف في السنوات الأخيرة بشأن إحتمال إندلاع حرب عالمية ثالثة، نظراً لتصاعد التوترات بين القوى العظمى وتفاقم النزاعات الإقليمية، وهناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذا السيناريو نوضحها في نقاط منفصلة متصلة كالآتي:
أولاً : التوترات بين القوى العظمى” حيث تشهد العلاقات بين القوى العالمية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، توترات متزايدة. تتضمن هذه التوترات مسائل إقتصادية وعسكرية وتقنية. على سبيل المثال، التنافس على التفوق التكنولوجي في مجالات مثل الذكاء الإصطناعي وشبكات الجيل الخامس حيث يمكن أن يؤجج ذلك النزاعات وإمتلاك وتطوير أسلحة دمار شامل .
ثانياً: النزاعات الإقليمية” حيث أن العديد من النزاعات الإقليمية تحمل في طياتها إمكانية التصاعد والتصعيد إلى مواجهات أوسع. مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، والنزاعات في بحر الصين الجنوبي بين الصين ودول أخرى، والنزاع المستمر في الشرق الأوسط بين القوى الإقليمية، والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ودعم الحروب الأهلية في بعض الدول مثل السودان وليبيا وغيرهم .جميعها تعتبر نقاط ساخنة يمكن أن تتسبب في إندلاع نزاعات أكبر.
ثالثاً: الأسلحة النووية” حيث أن إمتلاك القوى الكبرى لأسلحة نووية يزيد من خطر التصعيد غير المتوقع. حيث أن أي نزاع بين القوى النووية يمكن أن يتصاعد بسرعة إلى مستوى لا يمكن التحكم فيه، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً وأكثر خطورة.
رابعاً: التحالفات العسكرية” مثل حلف الناتو، تلعب دوراً مهماً في تشكيل التوازن العسكري العالمي. حيث أن أي مواجهة بين أعضاء هذه التحالفات وخصومهم يمكن أن تتسبب في إندلاع نزاع عالمي نظراً للإلتزامات الدفاعية المشتركة بينهم .
خامساً: الإضطرابات الإقتصادية” حيث يمكن أن تؤدي الأزمات الإقتصادية العالمية إلى زيادة التوترات بين الدول. كما أن السياسات الحمائية والحروب التجارية قد تؤدي أيضاً إلى مزيد من التصعيد العسكري.
سادساً: التغير المناخي والموارد الطبيعية”
حيث أن النزاعات على الموارد الطبيعية مثل المياه والنفط يمكن أن تؤدي إلى نزاعات إقليمية، والتي بدورها قد تتطور إلى مواجهات أكبر إذا تدخلت القوى الكبرى لحماية مصالحها.
خلاصة” بالرغم من أن الإحتمالات لا تزال غير مؤكدة، إلا أن العوامل المذكورة أعلاه تشير إلى أن العالم يعيش في وضع حساس، يمكن أن يؤدي إلى إندلاع نزاع عالمي في أي لحظة. لذلك، فإن التوترات الحالية تتطلب جهوداً دبلوماسية جادة وإرادة سياسية قوية لمنع التصعيد والحفاظ على السلام العالمي.
على الرغم من ذلك، يجب على الجميع السعي نحو تعزيز السلام والحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب التصعيد العسكري والنزاعات الدولية.
من الضروري أن تعمل الدول على حل النزاعات بطرق سلمية والبحث عن حلول دبلوماسية لتجنب وقوع أي نزاعات تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، تُعيد العالم أزمنة إلي الخلف. نحن بحاجة إلى تعاون دولي قوي وجاد وصادق، من أجل تعزيز الحوار بين الدول، وإحترام القوانين الدولية للحفاظ على السلام والإستقرار العالمي. وإستبدال شروق شمس الحرب العالمية بشروق شمس المحبة والسلام والأمن والإستقرار كما نادت بهم الأديان الثلاثة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى