مقالات

اتركـ الماضِـي حَيـثُ تركَـك 

 

 

بِقلَــم / مَريَّـم يَاسِــر فَوزِى .

 

كثير منا لديه آلامٌ وجروح قد مر بها في حياته .. 

منها ما كان بسيطاً فاستطاع تخطيه ؛ ومنها ما كان جسيماً فلم نتخطاه .. 

لا الوقت أنسانا ، ولا تعافت الجروح ، ولا سكنت الآلام..

 

ولأننا بشر ، فنحن بطبعنا نميل للحزن وللشكوى وللبكاء 

فنظل عمراً فوق عمرنا نبكى على ماضٍ ، هو من اسمه؛

 قد مضَي.. 

هو مضَي ، لكننا لم نمضي للأمام خطوةً بعده .. 

بل اوقفنا حياتنا حداداً على آلامنا السابقه..

 

لا الأحلام تحققت ، ولا الأيام تمضي ، ولا الحزن يذهب..

فماذا نحن فاعلون ؟!

 

هل رأيتم شخصاً يُدمر نفسه بنفسه؟ ، نعم إنه أسير الماضي ..

الذى لا زال هناك في ماضيه ولم يخرج منه بعد ..

 

قد حدثت الآلام والندوب ومضت ، وجاء الحاضر..

 

ولكننا نعيش حياة الغائب في حاضرنا ، حداداً على ماضٍ لن يعود ..

 

قيل لي من عزيزةٍ علىَّ يوماً : 

 

” أنزلى كل آلامك وهزائمك من فوق ظهرك ، وضعيها في صندوق أسود كبير ، ولا تُثقلى نفسك بها ..

ستبقي الآلام في هذا الصندوق ، ونعم إنها كبيره ومؤلمـة ، لكن جربي المُضي إلى الأمام ..

كلما ستمشين خطوة إلى الأمام ، وتعودين للنظر على صندوق آلامك الكبير ستجدين أن حجمه يقل شيئاً فشيئاً مع كل خطوة تتقدمينها ..

حتى يأتى عليكِ وقت ، عندما تعودين للنظر إليه ستجدينه نقطه صغيره سوداء ، بعيـــده جداً ، وإذا تقدمتِ أكثر ، سيتلاشي هذا الصندوق الذى كان ضخماً يوماً ما ؛ وستتلاشي معه آلامك وندوبك التى ظننتِ أنها لن تمر يوماً..”

 

• فـ كُـل الشُكر لتلك العزيزةِ التى كان لكلماتها علىَّ صدىً كبير فوق ما كانت هى تتوقع.. ♡

 

إذاً فلا فائدة من حمل آلامنا على ظهورنا ، لن ننال سوى ثُقل الكاهل ، ووقوفنا في الحياة بلا تقدم ، ولن ننال سوى الحزن والبكاء ، وهذا لن يحل شيئاً.. 

 

وسنرى غيرنا يتقدمون في حياتهم ، فسنشعر بالإحباط فوق شعورنا بالحزن والآلام .. 

ومع الوقت سنجد أننا دمرنا أنفسنا دون أن نشعر!!

 

كونوا على يقين أنه لن يستطيع أحدٌ في هذه الدنيا أن يساعدكم إلا لو قررتم أنتم مساعدة أنفسكم.. 

 

ولا تلجأوا إلا لله ، هذا الإله العظيم ، الذى يُجيب الدُعاء ، وينصر الضعيف ، وينتقم للمظلوم ..

طالما أنكم على طريقه ، فهو سيتولاكم ؛ 

“وكفَي بالله وكيلاً .”

 

لكن إن لجأتم إلى البشر ، ماذا سيحدث ؟

إن لجأتم إلى حبيب ، فسيحزن لحزنكم ، لكنه لن يستطيع دفع الألم عنكم ، لن يستطيع أن يفعل شيئاً إلا بإذن الله وحده..

 

وإن لجأتم إلى عدو ، فستزيدون عدد الشامتين بِكم!

وستكشفون عن ضعفكم أمام من يريد لكم الأذى..

 

إذاً فلا تتعبوا أنفسكم بالشكوى ، ولا تضيعوا أوقاتكم في الحزن والبكاء ، أنزلوا الآلام من على ظهوركم ، وضعوها في ذلك الصندوق الأسود الكبير ..

واستعينوا بالله وحده ، ثم امضوا إلى الأمام..

سيتلاشي صندوق آلامكم ، وستنجحون في حياتكم ، ولن تكونوا ضعفاء وضحايا للحياة ، بل ستكونون مصدر إلهام فيها .. 

وستُلهمون من حولكم وستكونون أملاً لهم ..

وبدلاً من إشفاق الناس عليكم وعلى ضعفكم ؛ سيتعلمون القوة والنجاح منكم..

 

هل ترون الفارق؟!!

فاختاروا كيف تريدون أن تصبحوا ؟!

ضحايا أم أقوياء ؟

القرار لكم .. لكن الحياة لن ترحم ضعيفاً ولا ضحية!

ولكنها تحترم القوى .. 

وطالما أنكم مستعينون بربكم ، رب القوة وحده .. 

فـ والله لن يغلبكم أحد

ولا حتى هذه الحياة التى نحن فيها..

فماذا تريدون لأنفسكم ؟ الدمار أم النجاة ؟!

قلتُ لكم مَا عِندى .. لكنَّ الاختيارَ والإجابةَ عِندكُـم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى