أدبقصة

الإسلام اليوم: بين الدروشة والواقع

 بقلم: «عادل تمام الشيمي» مسؤول بالبورد الدولي

الإسلام اليوم عملي وواقعي وحركي، وكما علمنا، ديننا صالح لكل زمان ومكان ولكل المجتمعات والأجناس. إن أحكام فقه الواقع تتغير أيضاً مع عدم الاقتراب من الثوابت والأصول والإجماع. 

لابد من فقه لواقع الحياة من خلال فقه الدين للفقهاء المخلصين الفاهمين أصحاب العلم الراسخ، ففقه الواقع اليوم من سيطرة التكنولوجيا وعالم الفضاء والإنترنت وطرق التواصل الاجتماعي، والتسابق في عالم الهواتف، واكتشاف المجرات والتطور العلمي المذهل في كل النواحي، ومتطلبات البحث في الغذاء والدواء.

ما يقدمه العالم الإسلامي والعلماء المسلمون في هذا المضمار هو أفيد مليون مرة من عالم الدروشة والأوراد والجلوس في المساجد واتباع الطرق، فهؤلاء ضعفاء لا يردون ولا يصدون.

ولكن مع المحافظة على منهجية الدين وسلوك الصحابة والرسول، لأنهم كانوا فرساناً بالنهار رهباناً بالليل، وكانوا في كل المجالات: تجارة وزراعة وجهاد وعلم وقرآن وتعليم.

لم ينقطعوا للأوراد، ولا يتنطعون في الدين، ولا يتخصصون في استخراج العفاريت. التزموا بقوله تعالى: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ”. 

العبادة المخلصة الصحيحة ستؤدي حتماً ثمارها بلا زهد ودروشة وابتداع في الدين ما أنزل الله به من سلطان.

الخلاصة:

نحن في زمن عملي، ربما يكون المسلم المنتج العالم المخترع الذي يساهم في عمارة الأرض وتحقيق الرفاهية، والذي يبحث في علم الفضاء وصناعة السلاح وبناء الغواصات والطائرات، أفضل ألف مرة من الدروشة والتزهّد والتمتمة بالمسبحة وأكل أموال الناس بالباطل.

ما أجمل منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وما أسوأ البدع في الدين التي أدت إلى ما نحن فيه. قال ابن سعود، الصحابي العالم الجليل: “اتبعوا ولا تبتدعوا”. 

إلى لقاء إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى