خدمة المرشد الصوتي وتأثيرها على الارشاد السياحي

متابعة نصرسلامة

اطلق المتحف القومي للحضارة المصرية خدمة “المرشد الصوتي” داخل قاعة المومياوات الملكية، لتقدم شرحاً تاريخياً عبر السماعات الخاصة للزائرين باللغتين العربية والإنجليزية.
والسؤال الذي يطرح نفسة، هل سوف تؤثر خدمة المرشد الصوتي على مهنة الارشاد السياحي، خاصة ان هذه الفكرة تم تنفيذها بالفعل بمتحف الحضارة، و قد تمتد لمتاحف اخرى، وماذا لو طبق المجلس الاعلى للاثار خدمة المرشد الصوتي في مقابر او معابد معينة.
اعتقد ان المرشد الساحي يقوم بشرح وتعريف الزائرين قبل دخول اي موقع اثري غير مسموح بالشرح فيه، ويقوم بإعطائهم كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الموقع مثلما يحدث في معبد ابو سمبل وغيره من المواقع الاثرية الغير مسموح فيها بالشرح، خاصة وان الزائر قد يحتاج الى التأمل والتدقيق فيما يراه بناء على اعجابه وانبهاره وعدم رغبته في ارتداء سمعات تفرض وتقييد عليه حركته.
ودون التطرق للمحتوى العلمي الذي تم اعداده بمعرفة المتحف القومي للحضارة عن موضوع المومياوات، هل يقدم معلومة كاملة عن فكرة وتطور عملية التحنيط، ام سيتناول السيرة الذاتية لبعض مومياوات الملوك، ام يتناول الاثنين معا، هذا قد يستغرق وقت يعتمد على المادة العلمية المقدمة، كما ان هذا النظام يمنع الزائر من اي استفسار او سؤال. 

ومن جانبة صرح المؤرخ والمرشد السياحي بسام الشماع بانه يعارض فكرة المرشد والصوتي، ويدعوا الى وقفها مبررا معارضته في ثلاث نقاط:
– تطبيق نظام المرشد الصوتي بالمتاحف بمثابة اعدام لمهنة المرشد السياحي، لان تطبيق هذا النظام بالمتحف القومي للحضارة قد تنتهجه متاحف اخرى فيما بعد ثم ينتقل الى مقابر ومعابد مما يعود بالضرر على مهنة المرشد السياحي مستقبلا.
– علم الاثار من العلوم المتطورة، ويمكن ان يؤدي كشف اثري الى تعديل او تغيير في نظريات ومعلومات تاريخية واثرية، هل نظام المرشد الصوتي يستطيع مواكبة اي دراسات او نظريات حديثة؟ الاجابة المؤكدة هى لا، وهذا يؤدي الى تقديم مادة علمية للسائحين لا تتفق مع مستجدات ودراسات الاكتشافات الاثرية، او الغاء المادة العلمية المسجلة بنظام المرشد الصوتي واعادة تسجيلها بما يتفق مع احدث الدراسات.. وهذا امر يصعب تنفيذه.
– انتقال السماعات على مدار اليوم بين مجموعة واخرى من الزائرين يحتاج الى اعمال تطهير وتعقيم بمعرفة متخصصين واجهزة ومواد طبية عقب كل مرة يتم استخدام السماعات الصوتية لمنع انتقال العدوي بين الزائرين، خاصة وانها تلامس الاذن من الداخل والايدي والوجوه.
ويؤكد المؤرخ والمرشد السياحي بسام الشماع على اهمية التواصل المباشر بين المرشد السياحي وبين مجموعته طوال فترة مرافقته لهم، وان هذا يسمح بالحوار والنقاش بينه وبين مجموعته بما يحقق نقل معلومات وافية لهم تتفق مع احدث النظريات والاكتشافات المتعلقة بالحضارة المصرية، الامر الذي يصعب تحقيقه باستخدام المرشد الصوتي.