أحمد الكيلانى يكتب: سيأتى يوما ونرحل من هذه الدنيا ويبقى الأثر الطيب والذكرى الخالدة
كتب : أحمد الكيلانى
يحاول الكثير من الناس أن يترك أثرا طيبا فى نفوس الجميع ممن حوله ، من خلال تعاملاته اليومية من قول وعمل للخير والأعمال الحسنة التى يقدمها فى حياته ، وإن هذا الأثر الطيب الذى يتركه الإنسان بين الجميع يكون له تأثيره الايجابى الكبير على كل من الفرد والمجتمع حوله ، ليصبح ذلك الشخص قدوة حسنة طيبة فى مجتمعه ، وإن الذكرى الخالدة تبقى زمانا بعد موت صاحبها ، فإن الخط يبقى زمانا بعد موت كاتبه ، وكاتب الخط تحت الأرض مدفونا ، وإن الذكر يبقى زمانا بعد صانعه ، وخالد الذكر بالإحسان مقرونا ، وأن التاريخ الإسلامي والعربي يحفل بنماذج إنسانية عظيمة فى المجلات العلمية والإنسانية المتنوعة .
فنلاحظ مثلا : الأب القدوة ، الذى يحب أسرته ويقدم الخير والإحسان وينهى عن المنكر والفواحش والسوء ويربى أولاده على البر والتقوى والأخلاق الحميدة ، والمعلم القدوة الحسنة ، المخلص المتفاني في عمله ، الذى يترك أثرا طيبا في أذهان الطلاب على مدى الأيام خلال مراحل التعليم المختلفة ، والعامل البسيط المتقن لعمله ، يجد حلاوة هذا الأثر الطيب خلال تعاملاته اليومية مع الناس وفقا لطبيعة عمله.
إن الأثر الطيب والذكرى الخالدة يتركها الإنسان من خلال قيامه بالأعمال الصالحة والإنسانية في المقام الأول مثل:الصدقة الجارية، الكلمة الطيبة، التيسير على المعسر، بر الوالدين، مساعدة الفقير والمسكين، كفالة اليتيم، المساعدات الإنسانية، والكثير من أعمال الخير ومساعدة الناس.
كما أن الكثير من الناس يعرف جيدا ، أن ثمرة وجود الإنسان فى هذه الدنيا هو أن يترك أثرا طيبا بين الناس من حوله ، من خلال تقديمه لأعمال الخير والإحسان ومساعدته للناس ، وأن كل لحظة من لحظات حياته في هذه الدنيا وما يعمله فيها من خير أو شر يتم تدوينه وتسجيله بكل دقة وأمانه ، وأن الذكر الطيب فى الدنيا ، هو كنز ثمين يدخره الإنسان لنفسه بعد فراقه هذه الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة.
وأن الذكرى والأثر الطيب الذي يخلفه الإنسان بعد وفاته والسيرة الحسنة، التي يذكرها الناس به بعد رحيله، هي نعمة من نعم الله عز وجل، تبكى العيون على فراقه، ويقوم الجميع بالدعاء له والترحم عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها الإنسان حاول جاهدا ، لا تحرم نفسك من أعمال الخير ومساعدة الناس، ولا تبخل على نفسك من الحسنات والثواب العظيم ، لتكون رصيدا لك يستمر بعد وفاتك ، فلا تكن سبب فى خراب أو عنف أو تعصب أو تطرف لتكن الكلمة الطيبة طريقك وفعل الخير هدفك وسلاحك الايمان بالله سبحانه وتعالى وسنة رسوله محمد صل الله عليه وسلم.
صحيح سنرحل جميعا من هذه الدنيا الفانية ويبقى الأثر الطيب والذكرى الخالدة ، فإنما تنجح بمقدار أثرك الإيجابي الذي تتركه، وقد رحل غيرنا ببساطتهم، ولكنهم تركوا الأثر الجميل الذي أثر في مساحات الحياة كلها.