بنغلاديش تكافح للسيطرة على موجة احتجاجات واسعة في البلاد
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
تشهد بنغلاديش أسوأ اضطرابات منذ عقد من الزمان، بعد اقتحام متظاهرين أغلبهم من طلاب الجامعات أحد السجون وإطلاق سراح مئات السجناء، غاضبين من قرار حكومي يخصص 30% من الوظائف لأفراد أسر العسكريين في البلاد.
بدأت الاحتجاجات هذا الشهر في حرم الجامعات، حيث طالب الطلاب بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص 30٪ من الوظائف الحكومية لأفراد أسر المحاربين القدامى، الذين قاتلوا في حرب استقلال بنغلاديش عام 1971.
متظاهرون في مواجهة قوات حرس الحدود والشرطة في بنغلاديش خارج مقر التلفزيون الحكومي في داكا مع اندلاع أعمال العنف في البلاد عقب احتجاجات طلابية يوم 19 يوليو تموز 2024.
اقتحمت مجموعة من المحتجين سجنا في منطقة نارسينجدي، الواقعة شمال العاصمة مباشرة، أمس الجمعة، وأطلقوا سراح السجناء قبل إشعال النار في السجن. ووفقا لوكالة فرانس برس، تم إطلاق سراح مئات السجناء.
وأعلنت الحكومة البنغلاديشية حظر التجول على مستوى البلاد، بعد احتجاجات وأعلنت عن خطط لنشر الجيش.
وقُتل ما لا يقل عن 114 شخصا في الاضطرابات، التي تشكل تحديا غير مسبوق لحكومة الشيخة حسينة، رئيسة الوزراء، بعد 15 عامًا من توليها منصبها.
وزاد من حدة المظاهرات، وهي الأكبر منذ إعادة انتخاب حسينة لولاية رابعة على التوالي هذا العام، ارتفاع معدلات البطالة بين الشبان الذين يشكلون ما يقرب من خُمس السكان.
وحكمت حسينة البلاد منذ عام 2009، وفازت بفترة ولاية خامسة في يناير/كانون الثاني في انتخابات موثقة على نطاق واسع، بأنها مزورة إلى حد كبير، بحسب رويترز.
أمرت حسينة (76 عاما) بإغلاق جميع الجامعات والكليات إلى أجل غير مسمى، بعد الاشتباكات اعتبارا من يوم الأربعاء.
وأدانت قتل الطلاب الذين قتلوا في الاحتجاجات ووعدت بالعدالة، وطلبت من الطلاب الانتظار حتى صدور أمر من المحكمة العليا بشأن نظام الحصص، لكن هذا لم ينجح في تهدئة الاضطرابات.
ويوم الخميس، اقتحم المحتجون مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون البنغلاديشية وأضرموا فيه النيران. وقالت السلطات إن المبنى تم إخلاؤه بأمان.
وهناك حوالي 40٪ من الشباب في بنغلاديش عاطلون عن العمل مع تعثر الاقتصاد بعد كوفيد، وتعتبر الوظائف الحكومية واحدة من الوسائل القليلة للتوظيف الآمن.
قالت سفارة الولايات المتحدة في دكا أمس الجمعة إن التقارير أشارت إلى إصابة المئات وربما الآلاف في جميع أنحاء بنغلاديش، مشيرة إلى أن الوضع خطير للغاية.
كما قال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنهم يتابعون التطورات في بنغلاديش وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
تجدر الإشارة |لى أن نظام الحصص، الذي أشعل فتيل الاحتجاجات في عام 2018، تم إعادته الشهر الماضي بعد حكم قضائي، مما أثار غضب الطلاب.