أخبار عالمية

ارتفاع عدد القتلى إلى 91 والحكومة تحظر التجول ببنغلاديش

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

أعلنت السلطات في بنغلاديش، اليوم الأحد، ارتفاع عدد القتلى إلى 91 شخصا على الأقل، وإصابة المئات، في أحدث اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الغاضبين من رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، والذين يطالبونها بالاستقالة. 

أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق عشرات الألوف من المحتجين، فيما أعلنت الحكومة حظر التجول في أنحاء البلاد إلى أجل غير مسمى وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة مثل هذه الخطوة خلال الاحتجاجات الحالية التي بدأت الشهر الماضي. 

كما أعلنت السلطات في بنغلاديش عطلة عامة لمدة 3 أيام اعتبارا من غدا الإثنين. 

والاضطرابات، التي دفعت الحكومة في بنغلاديش إلى قطع خدمات الإنترنت، هي أكبر اختبار لرئيسة الوزراء منذ الاحتجاجات الدامية التي أعقبت فوزها بفترة رابعة على التوالي في المنصب في انتخابات جرت في يناير/ كانون الثاني وقاطعها حزب بنجلادش الوطني، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد. 

واتهم معارضون، إلى جانب جماعات لحقوق الإنسان، حكومة الشيخة حسينة باستخدام القوة المفرطة لإخماد الحراك، وهو ما تنفيه رئيسة الوزراء والوزراء.

 

إغلاق طرق سريعة رئيسية 

وأغلق متظاهرون طرقا سريعة رئيسية، اليوم الأحد، وبدأ طلاب حملة احتجاج للضغط من أجل استقالة الحكومة، وانتشر العنف في أنحاء البلاد.

وقالت الشيخة حسينة بعد اجتماع للجنة الأمن القومي بحضور قادة الجيش والشرطة والجهات المعنية الأخرى أولئك الذين يحتجون في الشوارع الآن ليسوا طلابا ولكنهم إرهابيون يريدون زعزعة استقرار البلاد.

وأضافت: «أناشد مواطنينا أن يقمعوا هؤلاء الإرهابيين بقوة». 

واستهدف المحتجون مراكز للشرطة ومقار للحزب الحاكم وسط أعمال عنف بأنحاء البلد الذي يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة. 

وقال مسؤول الشرطة بيجوي بوساك إن 13 شرطيا تعرضوا للضرب حتى الموت في منطقة سيراجانج شمال غرب البلاد. وقتل تسعة آخرون بالمنطقة حيث أضرمت النيران بمنزلي اثنين من النواب. 

وقالت الشرطة وشهود إن 11 على الأقل قتلوا، بينهم طالبان ومسؤول كبير بالحزب الحاكم، وأصيب عشرات وسط اشتباكات عنيفة في عدة أماكن بالعاصمة داكا. 

وحثت وزارة الخارجية الهندية مواطنيها بعدم السفر إلى بنجلادش حتى إخطار آخر.

 

 

 

إصابات بطلقات نارية 

وقال شهود إن اثنين من عمال البناء قتلا بينما كانا في الطريق إلى العمل وأصيب 30 آخرون في منطقة مونسيجانج بوسط البلاد خلال اشتباكات بين المحتجين والشرطة وناشطين من الحزب الحاكم. 

وقال مدير مستشفى المنطقة :«نقلا إلى المستشفى وقد فارقا الحياة بسبب إصابات بطلقات نارية». 

وقالت الشرطة إنها لم تطلق الذخيرة الحية. 

وقال شهود إن 3 على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون في منطقة بابنا في شمال شرق بنغلاديش خلال اشتباك بين محتجين وناشطين من حزب رابطة عوامي الحاكم.

وقال وزير الصحة سامانتا لال سين، بعد أن قامت مجموعة بتخريب مستشفى كلية الطب في داكا وإضرام النيران في مركبات منها سيارة إسعاف، إن الهجوم على مستشفى أمر غير مقبول، ويجب على الجميع الامتناع عن هذا. 

وقالت شركات تشغيل شبكات الهواتف المحمولة إن الحكومة عطلت للمرة الثانية خلال الاحتجاجات في الآونة الأخيرة خدمات الإنترنت عالية السرعة. ولم يعد متاحا استخدام منصتي فيسبوك وواتساب حتى عبر خدمات النطاق العريض. 

وأفادت مذكرة سرية للحكومة اطلعت عليها رويترز بأن السلطات أصدرت تعليمات لشركات الاتصالات في وقت سابق يوم الأحد بإغلاق خدمات الجيل الرابع وهو ما يوقف فعليا خدمات الإنترنت. 

وجاء في المذكرة التي أصدرها المركز الوطني لمراقبة الاتصالات، وهي وكالة مخابرات حكومية “أنتم مطالبون بإغلاق جميع خدمات الجيل الرابع حتى إشعار آخر، يُسمح فقط بعمل خدمات الجيل الثاني”.

وقال مصدر مطلع لرويترز إن شركات الاتصالات أُبلغت في وقت سابق بأن تراخيصها ستلغى إذا لم تمتثل لأوامر الحكومة.

 

القبض على 10 آلاف متظاهر

وقُتل الشهر الماضي ما لا يقل عن 150 شخصا وأصيب الآلاف فيما ألقت الشرطة القبض على نحو 10 آلاف خلال أعمال عنف اندلعت بسبب احتجاجات قادتها مجموعات طلابية اعتراضا على نظام لشغل الوظائف الحكومية قائم على الحصص.

وتوقفت الاحتجاجات مؤقتا بعد أن ألغت المحكمة العليا معظم الحصص لكن الطلبة عادوا إلى الشوارع في احتجاجات متفرقة الأسبوع الماضي مطالبين بالعدالة لأسر القتلى. 

وذكر بيان أن رئيس أركان الجيش الجنرال واكر الزمان أصدر توجيهات إلى ضباطه بضمان أمن الأفراد وممتلكاتهم والمنشآت الحكومية المهمة تحت أي ظرف من الظروف. 

ونقل البيان عنه قوله: «جيش بنغلاديش هو رمز لثقة الشعب. الجيش موجود دائما وسيكون دائما موجودا لمصالح الشعب ولأي احتياجات للدولة». 

وكان من المتوقع أن تصادق الحكومة رسميا،، على حكم قضائي يقلل نسبة الحصص المحددة لشغل الوظائف الحكومية، وهو ما يلبي مطلبا رئيسيا للطلاب الذين نظموا الاحتجاجات على مدى الأيام الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى