مقالات

لسنا أقرب الى فهم ما هو الادراك

 بقلم المهندس/ مظلوم الزيات

 

الفرق بين مراحل الادراك الثلاثه ( النظر – البصر – الرؤيه ) فاِن النظر وظيفه العين اما البصر فلا يتم الا في المخ عبر العصب البصري اللذي ينقل الصور المتكونه لتتم ترجمتها فى المخ و الأبصار لا يتحقق للعين بمجرد النظر و انما هو يتحقق من خلال اتصالها بالمخ و المرحله الأعلى هي الرؤيه و لذلك يقال علي الرؤيه انها عمليه عقليه تعتمد على ما يحوله البصر الي رؤيه تبعاً لما ادركته الذاكره .

لا يوجد شخص على كوكب الأرض يحتاج أن يتطور .

 لأن النفس لا تتطور أكثر من الكمال. إن واجب كل إنسان ليس في تطوير الذات بل تذكير الذات ، قال الله تعالى: ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (55) سورة الذاريات .

 نحن نرى العالم ليس كما هو بالفعل وإنما كما نكون نحن. نرى العالم خلال مصفاه إدراكنا الشخصي و التى تتضمن كل العقائد و المخاوف و الافتراضات و القيم التي أخذناها من آبائنا و المدرسين و أجهزة الإعلام في وقت مبكر من حياتنا ونبذل الجهد لكي نتواءم مع الناس ونكون محبوبين

ومثال على ذلك هذه القصة :

كان هناك مدرس يقوم بإرشاد أحد الاشخاص. و قدم له الدرس المناسب – سأل الشخص سؤالا – فأعطاه الإجابة المناسبة بكل هدوء. و في لحظتها تغير هذا الشخص و غضب بشدة مما اذهل المدرس فأخذ يبحث في سبب رد الفعل المعادي. قال للمدرس أنه شعر أنه رفضه و حقيقة الأمر المدرس لم يفعل ذلك. و حين تعمق المدرس في مصدر عدم راحته وجد السبب انه كان والده شخصا قاسيا جدا و الذي جعل التلميذ يشعر كأنه مرفوض ترسخت قناعه داخله تقول ( الناس ترفضني ) و هذا الشعور استمر ملازمه طوال حياته. و كان ذلك شديد الأهمية لظهوره و محاولة علاجه و تذكر أن الوعي يسبق الاختيار و الاختيار يسبق التغيير مجرد ان تصبح مدركا ان شيئا ما غير صحيح في حياتك تستطيع أن تقوم باختيارات جديدة. عندما يكون الناس غير واعين بحقائق الحياة و لديهم ادراك كيف يسير العالم بالفعل. و يغفلوا و يبدأو في إطلاق مخاوفهم الخاصة و معتقداتهم الخاطئة و تحيزاتهم الي العالم و بذلك يحصلون على رؤية منحرفة من الحقيقة. اننا منفصلون عن طبيعتنا الأصلية. لقد أصبحنا قطع زائفة من أنفسنا الرائعة التي كانت لدينا يوما. و خداع النفس قد رفع من اشمئزازنا من أنفسنا. اننا نزعنا من أنفسنا المحبة و الشجاعة و الروعة و بدأنا نحشو أنفسنا داخل قوالب لتسمح لنا بالتوافق مع الناس. نبدأ نكره أنفسنا على مستوى أعمق لا عجب أن معظم الناس شديدي البؤس و الغضب ( في بعض الأحيان نقول ان فلان متصالح مع نفسه لأنه متوافق مع نفسه و ليس التوافق مع الناس ). إن طرح السؤال الصحيح يستدعي الإجابة الصحيحة. 

Ask better questions to get better answers

عندما تصبح واعيا بأنك تتبع الناس و تعيش حياة غير حقيقية سيكون لديك الخيار ان تكمل حياتك كما تعيش دائما و بهذه الطريقة انت تسلم نفسك لحياة من التعاسة و التواضع. و تذكر: ستفضل الروح ان تفشل في حياتها عن ان تنجح في حياة شخص آخر. لا شيء أهم من ان لديك الشجاعة لتعيش حياتك انت. سترى من الحقيقة اكثر مما رأيته من قبل و كذلك ترى الناس على حقيقتهم ، ستراهم طيبين و انه بسبب ما رأوا من جروح التي طرحتها الحياة عليهم يفعلون اشياء سيئة انا لا قول اننا لا نملك الخيار و كل شخص يمكنه اختيار ان يكون طيبا وجيدا بغض النظر عن قدر معاناته. وذلك لابد أن تفرق بين ما يكون عليه الناس و سلوكهم. والذي يظهر انهم مؤذون و خبيثون و تبدأ ترى أن الناس الذين يتصرفون كذلك يتألمون فلا أحد لديه قلب كبير و سعيد يمكنه أبدأ أن يجرح شخصا اخر. و عملية تذكير الذات لابد أن تكون واعيا بشكل تام كذلك بأفضل ما بنفسك. (وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَاهَا ۝ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ۝ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا). 

[سورة الشمس 7 – 10]. عندما يبدأ أفضل ما بنفسك في الظهور على الوعي بشكل يومي و يبدأ عالمك بأكمله في التغيير. صحيح أن التغيير ليس سهلا دائما لكن الفوائد العائدة من هذا التغيير ستخدمك جيدا لبقية حياتك ، قال تعالى: ( إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ ). 

[سورة الرعد 11]. لنصل إلى مرحلة اليقظة الكبرى للذات. و هذه هي حالة التنور و تصبح أنت كل هذه الأشياء التي تعكس طبيعتك الأصلية لأسلوبك الذي عرفته حين كنت متصلا بخالقك الذي أوجدك على هذه الأرض تصبح شجاعا و بريئا و حكيما وذا قدرات بلا حدود و حب نقي وتصبح بلا ظلال. في كامل النور تستطيع أن تصل إلى هذه المرحلة. اذا كنت راغبا و مكرسا في ذلك. كل باحث عن الحقيقة على طريق اليقظة و الادراك الذاتي يصل إلى مكان ستعرض عليه فرصة أخذ الخيار الذي سيغير حياته بشكل كبير الي الأبد وأحيانا تأتي نقطة التحول تلك خلال معاناة شديدة و نقطة الاختيار او نقطة التغيير يكون القرار الصحيح عندها يأتي اما بإظهار استعداد صادق للتقدم بثقة على الطريق الواعي لحياتك الحقيقية وإما بالتراجع إلى الحياة التي كنت تعيشها من قبل عودة إلى النوم المستيقظ و بالطبع تقدم لك نقطة التغيير فرصة أن تختار حياتك الكبرى أو أن تبقى صغيرا و تظل كترس في ماكينة تتبع من حولك بلا وعي. 

و ختاما :

إذا لم تختار أعلى و أنبل الاختيارات عند نقطة التغيير فسوف تضع نفسك في حياة من الندم العميق و الحسرة التامة عندما تصل إلى النهاية. لا شيء يدمر القلب مثل معرفة أنه كانت لديك الفرصة لتظهر إمكانياتك الرائعة التي خلقت بها وأنك رفضت ذلك. إن رفضك قبول الأفضل لحياتك يعتبر تقصير منك. و تذكر دائما أنه لا عيب في أن يبكي الرجل. إن الشخص الذي ينفصل عن مشاعره يفتقد الحساسية و التعاطف وهؤلاء الاشخاص هم النوع الذي يبدأ الحروب و يقترف الجرائم و ينشر الكراهية. لا تتجنب مشاعرك إنها جزء مهم من الشخص الأصلي الذي هو أنت نحن لدينا اشياء معينة يجب أن نفعلها بحياتنا. كل واحد منا مخلوق متميز وهبه الله قدرات إعجازية وإمكانيات غير محدودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى