مقالات

العراق جمجمة العرب 

د. صالح العطوان الحيالي 

من حقي كعراقي أن أفتخر ببلدي وافرح كثيرا عندما يمتدح بلدي من أشخاص لهم باع طويل في الإيمان والعلم والادب والثقافة .. لقد أجاد الكثير من الرحالة والمستشرقين بوصف العراق اوصاف في غاية الجمال واليوم نقف عند وصف للعراق في غاية الدقة حيث قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقولته المشهورة التي يصف بها العراق حيث قال : ( العراق جمجمة العرب ، وكنز الإيمان ، ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض ، فاطمئنوا فان رمح الله لا ينكسر ) ..أما معناه :

فقوله ” العراق جمجمة العرب ” يعني أن أهلها سادات الناس ، “النهاية” (1/ 299):

” جُمْجُمَة الْعَرَبِ : أَيْ سادَاتها، لِأَنَّ الجُمْجُمَة الرأسُ، وَهُوَ أَشْرَفُ الْأَعْضَاءِ ” انتهى.

وقوله : ” كنز الإيمان ” يعني مجمعه . 

والكَنْز في اللغة : اسمٌ لِلْمَالِ إِذا أُحْرِز فِي وِعَاءٍ . “تهذيب اللغة” (10/ 58) .

وقوله : ” رمح الله ” يعني أن المجاهدين من أهله بمثابة الرمح في نحور أعداء الإسلام ، والعلماء من أهله بمثابة الرمح في نحور أهل البدع .

وقوله : ” يحرزون ثغورهم ” أي يحفظون الثغور من مباغتة العدو .

والحِرز الموضع الحصين ، يقال هذا حِرزٌ حَرِيزٌ ، ويقال أَحْرَزْت الشيء أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حفظته وضممته إِليك وصُنْتَه عن الأَخذ . انظر : “لسان العرب” (5 /333) .

وقوله : ” ويمدون الأمصار ” يعني هم لأهل الأمصار من بلاد الإسلام مدد وعون ، فيعينون المجاهدين ويمدونهم بالقوة والسلاح والغذاء وغير ذلك مما يحتاجونه .

ولا شك أن بلاد العراق لها في صفحات التاريخ الآثار الطيبة ، والمآثر العظيمة ، سواء في العلم أو الجهاد أو صد عدوان الأعداء عن بلاد المسلمين ، وإمداد المسلمين بالسلاح والمعونة لحرب أعدائهم وردّ كيدهم .

وقد مكثت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية عدة قرون من الزمان ، وكانت بغداد حينئذ : حاضرة الإسلام ، ومعدن العلم والسلطان . 

وقد خرّجت هي وغيرها من بلاد العراق من أعلام المسلمين وصلحاء الأمة وأبطالها ما لا يعد كثرة

المصادر 

١. البداية والنهاية 

٢. لسان العرب 

٣. تهذيب اللغة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى