خطورة التهاون وأنواعه
كتب – د.صالح العطوان الحيالي
التهاون هو استحقار الشيء والاستخفاف به والتدريب في اداءه على الوجه الصحيح ، جاء في القرآن الكريم ( إذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) النور اية ١٥ وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم( من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه) رواه ابو داود .
تهاون في عمله: تقاعس عنه، اهمله تهاون به: استخف به تهاون في أمر نفسه. على كل واحد منا أن يكون
حــذرا مـن التَّـهــاون ، ومن هذه أمثلة التهاون وخاصة التي تتواجد في البيوت ومنها:
التهاون.. في إرتفاع صوت إبنك أو إبنتك عليك و على شخص أكبر منه عُمراً يعلمه بذاءة اللسان و التبجّح.
التهاون.. في سُخرية إبنك أو إبنتك باللفظ أو بنظرة العين لك أو لغيرك أو لأحد الأقارب يعلمه فظاظة القلب و الوقاحة و التنمر.
التهاون.. في انعزال الإبن أو الإبنة عنك و تركهم للعالم الخارجي أو الافتراضي يصنع جماداً لا تعرف عنه سوى أنه على قيد الحياة.
التهاون.. في ترك الفرائض و العبادات يخلق انسان أصمّ القلب و الروح لا يجد لحياته ملاذاً آمناً أو مَعنى.
التهاون .. في تملّص إبنك من بعض المسئوليات يُفقده تدريجياً الرجولة الحقّ.
التهاون.. في السَماح لإبنتك بالتجاوز لفظاً و فِعلاً و مظهراً يجذب إليها نظرات الإحتقار لا التقدير.
و كثرة المزاح و التجاوز مع مَن لا يليق بها يجلب لها مَرضى النفوس و شياطين الإنس.
التهاون .. في تكرار الأخطاء يجعلها عادة و عادية، لذلك من أمن العقاب أساء الأدب.
المُبالغة.. في تدليلك لابنك أو إبنتك تجلب النُكران، و الجحود، و عدم الشعور، و قَساوة القلب، و ضياع الشغف.
المُبالغة .. في الشِدَّة تجلب الكسر، و القهر، و تفقده الثِقة في نفسه و في مَن حوله… و التصرف هذا و ذاك يجلبان بعض الأفكار الإنتحارية بين الحين و الآخر.
إن السماح بتطاول الأبناء و البنات على الوالدين و غير الوالدين ليست تربية حضارية و إنما هي لَعنة و فقر نفسي و جهل فكري.
التهاون .. في الخلط بين الحلال و الحرام يجلب الهَذيان و فقد الهويّة و الاستهانة بِمقام “ﷲ” حاشا لله، و الإستخفاف بأركان الدين و التلذذ بالمعاصي.
علِّموا أولادكم .. الإحتشام و العفّة و الإحترام قولاً و فِعلاً و نفساً و مَظهراً و سلوكاً.
لا تلغي المسافات إلى حد الاستهزاء بِك، أو تفرض التبلّد و الجليد في علاقتك بهم فتخسر رِفقتهم ورأفتهم بِك حتى الكِبَر.
لا تُدلل ابنك أو ابنتك حد الإفساد.
و لا تعنَّف حد الكراهية و النفور.
كن حازماً و صديقاً و صارماً و صاحباً.
و كن في كل الآونة رباًّ للبيت و قائداً أولاً و أخيرا.
المصادر
تهذيب اللغة
لسان العرب