الأجداد صندوق أسرار الأحفاد

كتب- د.صالح العطوان الحيالي

البعض يغفل دور الجد والجدة المركزة لسنوات من التربية ومنبع للحب والحنان، كثير من أولياء الأمور يقولون إن أولادهم أكثر استماعا وتنفيذها لطلبات الجد والجدة ، من المؤكد أن الأطفال يسمعون كلام أجدادهم لانهم يحبونه ، يقال ما اغلى من الابن الا ابن الابن .

دائما يلوذ الأحفاد عند أجدادهم أما للهو واللعب معهم أو لاخباء حاجة عندهم أو لأخذ حاجة من الجد بعيدا عن أنظار الآخرين ..حوار لطيف دار بين الحفيدة والجد غايتها كانت تريد أن تخبيء مكسراتها عند جدها لتضمن عدم اكلها …
سألت طفلة جدها: هل عندك أسنان ياجدي ؟
تبسّم الجد وأخذ نفساً عميقاً ثم قال :

“يا بنيتي هذه الحياة علمتني الكثير بالرغم من قصرها .. الأسنان مثل الأصدقاء من حولك.

هم معك دائماً ويساعدونك تارة ويؤلمونك تارة أخرى.

وعليك أن تغسليهم جيداً وتحافظي عليهم كل يوم لينفعونك.
من يجرحك فيهم ترين فيه تسوساً.
ومن يحبك تجديه ناصع البياض.
والسنّ الذي تفقديه هو كالصديق.
تتألمين عليه لفترة ثم يزول ألمه وتنسيه
ولكن يبقى ذاك الفراغ ذكرى لاتنسينها.
وقد فقدت يابنيتي كل أسناني كما ترين.
ولكن لماذا تسألين ؟!!”
قالت الطفلة :
“كثرت كلامك ياجدي علي …سألتك لأني أريد أن أضع كيس المكسرات عندك إلى حين عودتي “.