أخبار عالمية
استئناف محاكمة رئيس حكومة الاحتلال بعد محاولات تأجيلها
محمد حسونه
استؤنفت، اليوم الاثنين، جلسات الاستماع لشهادة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للإدلاء بأقواله في قضايا الفساد التي تلاحقه.
وكانت المحكمة الإسرائيلية قد رفضت طلب نتنياهو بإلغاء الجلسات بسبب حالته الصحية، حيث خضع قبل أسابيع لعملية جراحية، واقترح تخصيص يوم واحد للشهادة في الأسبوع.
إلا أن المحكمة قررت تقصير الجلسات التي ستستمر كل منها خمس ساعات، بين الساعة 09:30 والساعة 14:30. كما أعلنت المحكمة أنها ستسمح بفترات راحة أطول خلال أيام الإدلاء بالشهادة.
وبحسب القناة 13، فقد حضر وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، والطبيب الشخصي لنتنياهو إلى الجلسة. وخلال الجلسة، تلقى نتنياهو مظروفًا وطلب من القضاة استراحة.
«لم أتعاف بعد»
وقال نتنياهو: «لقد أتيت لأنني أريد استكمال الإجراءات، ويجب أن يكون مفهومًا أنني خضعت لعملية جراحية قبل أقل من شهر، وتستغرق عملية التعافي العادية ستة أسابيع. وفي حالتي، لم يتم هذا التعافي وفقًا لتوقعات ورغبات الأطباء، لأنني نُقلت قسريًا، كوني رئيس الحكومة، للانخراط في طوفان الحاجات المرتبطة بالإفراج عن المحتجزين وما حدث في لبنان وغيره».
وأضاف: «لم أتعاف بعد، ولهذا طلبت من خلال المحامي الخاص بي النظر في الحالة الطبية التي أعاني منها».
وبحسب محامي نتنياهو، فإن أطبائه نصحوه بـ«تجنب النشاط المتواصل لأكثر من ثلاث ساعات دون راحة في الأسبوع المقبل، وكذلك تجنب الرحلات الطويلة أو الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة».
إلا أن صحيفة «يسرائيل هيوم» أفادت بأنه من المتوقع أن يغادر نتنياهو، السبت المقبل، إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب.
سنوات من التحقيقات
وفي العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت أولى جلسات الاستماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي للإدلاء بشهادته في قضايا فساد تلاحقه، وذلك بموجب أمر قضائي.
ورغم محاولاته المتعددة لمد هذا التأجيل، إلا أن القضاة قرروا أنه يتعين على رئيس الوزراء البدء في الإدلاء بشهادته.
مرت 8 سنوات على استجواب نتنياهو لأول مرة من قبل الشرطة، ونحو 5 سنوات على تقديم لائحة الاتهام ضده، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، أدلى رئيس وزراء في منصبه بشهادته في محاكمته الجنائية.
وقبل الحرب، أدت المشاكل القانونية التي واجهها نتنياهو إلى انقسام شديد بين الإسرائيليين وأربكت السياسة الإسرائيلية خلال خمس جولات من الانتخابات.
كما أدت محاولة حكومته العام الماضي للحد من صلاحيات القضاء إلى زيادة انقسام الإسرائيليين.
وأدت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب التي تلتها في قطاع غزة، إلى إبعاد محاكمة نتنياهو عن جدول الأعمال العام في إسرائيل.
ونتنياهو، (75 عاما) الذي تولى السلطة بشكل متواصل تقريبا منذ عام 2009، هو الزعيم الأطول بقاء في السلطة في تاريخ إسرائيل، وأول رئيس وزراء في منصبه يُتهم بارتكاب جرائم.
قضايا فساد
ووجهت اتهامات إلى نتنياهو في عام 2019 في ثلاث قضايا تتعلق بهدايا من أصدقاء من فئة المليونيرات، مقابل منح أباطرة الإعلام تفضيلا في التغطيات الإعلامية، بينما ينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
وفي الفترة التي سبقت موعد محاكمته، عاد نتنياهو إلى خطاب ما قبل الحرب المألوف ضد سلطات إنفاذ القانون، ووصف التحقيقات ضده بأنها «حملة شعواء»، نافيا الاتهامات ويشدد على أنه «غير مذنب».