أخبار عالميةتعليم
رئيس وزراء ألبانيا ينفي مزاعم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى بلاده
محمد حسونه
نفى رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، أمس الاثنين، بشدة تقارير إسرائيلية حول تهجير آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة إلى بلاده، مؤكدا تضامن بلاده مع الفلسطينيين في حقهم بدولة مستقلة.
وكتب راما في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «لم أسمع شيئًا بهذه الدرجة من الزيف منذ وقت طويل، وهناك الكثير من الأخبار الكاذبة مؤخرًا! هذا ليس صحيحًا على الإطلاق».
وأضاف: «كل الاحترام والتضامن مع شعب غزة، الذين تم تجريدهم من إنسانيتهم، وتحملوا ويلات حرب مروعة عقب أحداث السابع من أكتوبر».
«لن نستطيع تحمل المسؤولية»
وتابع راما: «لكن دعوني أكن واضحًا: لم يُطلب من ألبانيا من أي جهة، ولن نستطيع حتى التفكير في تحمل مثل هذه المسؤولية».
وأردف: «نحن فخورون بصداقاتنا القوية مع إسرائيل، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وقطر، والكويت، وبالطبع الشعب الفلسطيني، الذي اعترفت ألبانيا بدولته منذ وقت طويل».
وأكد رئيس الوزراء الألباني: «ألبانيا ليست في الشرق الأوسط، ومن قلب أوروبا لا يمكننا أن نفعل أكثر مما تستطيع أي دولة أوروبية أخرى فعله في مثل هذا الأمر. ومع ذلك، فإننا نتمنى ونصلي أن يُمنح الشعب الفلسطيني الفرصة للعيش في دولتهم المستقلة كأناس أحرار تحت حكم ديمقراطي».
تهجير 100 ألف فلسطيني
وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، أن إسرائيل تعتقد أن دعوة ترمب للأردن ومصر لاستقبال الفلسطينيين «غير واقعية»، وأن واشنطن تبحث عن دول استقبال أخرى مثل ألبانيا.
وأشار الصحفي الإسرائيلي، أميت سيغال، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تُجري محادثات مع الحكومة في تيرانا بشأن هجرة ما يصل إلى 100 ألف من سكان غزة إلى البلاد.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ترى أن خيارات مثل ألبانيا وإندونيسيا أكثر جدوى، مع افتراض رفض مصر والأردن استقبال اللاجئين.
«تطهير المنطقة بالكامل»
وصباح اليوم الثلاثاء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول مسألة نقل الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأضاف ترمب في حديث للصحفيين أنه يرغب في «رؤية سكان غزة يعيشون في منطقة بلا اضطرابات أو ثورات»، مشيرا إلى أنه «لم يتراجع عن فكرة نقل الفلسطينيين من قطاع غزة»، واصفاً القطاع بأنه «كان جحيماً لسنوات عديدة».
والسبت الماضي، صرح ترمب، أيضا أمام الصحفيين، بأنه يريد من الأردن ومصر استقبال أعداد من سكان غزة، وذلك في سياق الحديث عن «تطهيرها».
وأضاف: «نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. ونحن بكل بساطة نطهر المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما».
وقال ترمب عن اتصال له مع العاهل الأردني: «قلت له إنني أحب أن تستقبل المزيد لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية، أود منه أن يستقبل الناس».
وأضاف ترمب خلال تصريحاته للصحفيين: «أود أن تستقبل مصر مزيدا من الفلسطينيين».
وأوضح ترمب أن مثل هذا النزوح الجماعي للفلسطينيين: «يمكن أن يكون مؤقتا أو طويل الأمد»، مضيفًا أن المنطقة من العالم التي تضم غزة على مدى قرون كانت بها العديد والعديد من الصراعات.
رفض تهجير الفلسطينيين
وسرعان ما أعلنت مصر والأردن، إضافة إلى جامعة الدول العربية، رفضها للمقترح، وسط تنديد قوي من قبل السلطة والفصائل الفلسطينية، التي اعتبرت أن أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم تعيد إلى الأذهان ذكرى «نكبة» 1948 عندما نزح مئات الآلاف منهم لدى قيام دولة إسرائيل.
وتخشى الدول العربية من أن تطلق هذه الخطة رصاصة الرحمة على أمل حلّ الدولتين. إذ أكدت وزارة الخارجية المصرية، في وقت سابق، رفضها القاطع لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو إخلائها من أصحابها.
وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيان، تمسك القاهرة بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية. وشددت على أن «القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية في الشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وإنهاء الاحتلال، وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة».
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن «الأردن مستمر في إرسال المساعدات إلى الأهل في غزة»، مشيرًا إلى أن «أولويتنا في هذه المرحلة هي تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع».
وفي إحاطة له أمام مجلس النواب، جدد الصفدي «رفض الأردن لفكرة الوطن البديل وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن»، قائلاً: «أي حديث عن الوطن البديل لا نقبله ونتصدى له».
وأضاف أن «الأردن مستمر في الدفاع عن ثوابته ومصالحه الوطنية واستقراره»، مؤكدًا أن حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن لن يحقق الاستقرار في المنطقة، مشددًا على أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولة فلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني.
خطة إسرائيلية للتهجير
وفي وقت سابق أمس الإثنين، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، إنه سيعد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة لتهجير سكان قطاع غزة.
وأضاف سموتريتش: «يجب على إسرائيل احتلال قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق».
وتابع سموتريتش أنه يجب تعيين رئيس أركان هجومي للجيش، ينفذ مهمة احتلال غزة، ويمنع حركة حماس من السيطرة على المساعدات الإنسانية.