مقالات

فنون الرد ونوادر الكرام ..قصة استفزاز اعرابى لــ “معن بن زائدة الشيباني”

كتب – د. صالح العطوان الحيالي

الإستفزاز يعني تسبب الغضب الشديد الذي يمنع من كمال التثبت والتروي ويخرج عن حال الاعتدال ، ويعد من بين الأسباب التي تودي إلى إرتكاب الجريمة.
وأن الهدوء لا يعني عدم القدرة على الحديث أو ضعف في الشخصية، وهو الشيء الذي يعبر عن الراحة والهدوء والسكينة وصفاء الذهن والقلب ، وهو حالة عقلية تتمثل بغياب الهياج والإثارة والإضطراب.
معن بن زائدة الشيباني شاعر كوفي اصله من هيت ، عرف بحلمه وعفوه وصفحه وكرمه ، في أحد الأيام أراد اعرابي ان يستفز معن ويختبر حلمه وكرمه.
وكان معن بن زائدة اميرا على العراق وكان له في الكرم اليد البيضاء ، وهو من الحلم على أعظم جانب، فقدم إليه اعرابي ذات يوم يمتحن حلمه فلما وقف قال: “أتذكر أن لحافك جلد شاة ، وأن نعلاك من جلد بعير”
قال معن بكل هدوء: “اذكر ذلك ولا أنساه “
وعاود الإعرابي استفزازه فقال:
” سبحان الذي اعطاك ملكا ، وعلمك الجلوس على السرير”.
قال معن :” سبحان الله على كل حال” ، فقال الأعرابي مستفزا مرة أخرى : “فلست مسلما ان عشت دهرا على معن بتسليم الأمير “.
قال معن : “يا اخا العرب السلام سنة تأتي بها كيف تشاء”.
فقال الأعرابي : “سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير “.
قال معن : ” يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحبا بك وإن رحلت مصحوب بالسلامة”.
فقال الأعرابي :” فخذ لي يا ابن ناقصة بشيء ، فاني قد عزمت على المسير “.
قال معن: “أعطوه ألف دينا يستعين بها على سفره ، فأخذها وقال: ” قليل ما ا تيت به واني ، لاطمع منك بالمال الكثير”.
قال معن : “أعطوه الفاً أخرى ، فأخذها الأعرابي وقبل الأرض بين يدي الأمير ” وقال: ” سالت الله ان يبقيك ذخراً ، فما لك في البرية من نظير “.
فقال معن: ” من قد أعطيناه على هجاءنا ألفي درهم فأعطوه على مدحنا أربعة آلاف درهم ” ، فأخذها الأعرابي وانصرف شاكرا له ومعجبا بحلمه ، ولمعت مواقف عديدة في الحلم والصفح والعفو والكرم .
المصادر :
المرزباني معجم الشعراء.
بدري محمد معن بن زائدة .
تاريخ بغداد.
تالريخ خليفة بن خياط .
القلقشندي قلايد الجمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى