مقالات

الزبير بن العوام وحصن بابليون

كتب – د.صالح العطوان الحيالي

كثيرة هي مناقب المسلمين ومواقفهم البطولية ومجازفتهم بأرواحهم فداء لله ولدين الإسلام فمن منا لا يذكر علي بن ابي طالب وباب خيبر ومن منا لا يذكر حذيفة بن اليمان وما عمله في غزة الخندق حين تسلل ليلا بارد قارس إلى جمع المشركين ومن منا لا يذكر عبادة بن الصامت ومن منا لا يذكر رسل ومبعوثي النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك وسلاطين الأمم ومن منا لا يذكر قاتل الأسود واليوم نذكر ما فعله الزبير بن العوام في حصن بابليون .

حين توجه “عمرو بن العاص” لفتح مصر كان على رأس جيش به ثلاثة آلاف و خمـسمائة رجل فبعث إلى أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” يطلب إليه المدد، فأرسل “عمر بن الخطاب” “الزبير بن العوام” على رأس جيش يبلغ أربعة آلاف رجل .

وكان على رأسهم من الصحابة “المقداد بن الأسود”، و “عبادة بن الصامت”، و “مسلمة بن مخلد”، و “خارجة بن حذافـة”،
وقال لعمرو : إنني أمدك بأربعة آلاف على رأس كل ألف منهم رجل بألف رجل، و كان الزبير على رأسهم جميعاً.

فلما وصل “الزبير” وجد “عمرو بن العاص” محاصراً “حصن بابليون”، و طالت فترة الحصار لمدة سبعة أشهر، وكان الروم قد خندقوا خندقاً حول “حصن بابليون”، و جعلوا للخندق أبواباً لخروجهم و دخولهم، و نثروا سكك الحديد بأفنية الأبواب.

فركب الزبير حصانه، و طاف حول الحصن . فقيل له : إن بها الطاعون . فقال : إنما جئنا للطعن و الطاعون .

ورأى “الزبير بن العوام”، خللاً في سور الحصن، فنصب سلماً، و أسنده إلى الحصن، و قال: (إني أهب نفسي لله تعالى، فمن شاء أن يتبعني، فليفعل).

كان الزبير فدائياً شجاعاً لا يدري ما سوف يلقى فوق السور من قوات الروم، و كان في نحو الخمسين من عمره ، وأمر جيش المسلمين إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه.

وقد صعد مع الزبير إلى أعلى الحصن “محمد بن مسلمة الأنصاري”، و “مالك بن أبي سلسلة”، و بعض الرجال.

فما شعر الروم إلا والزبير على رأس الحصن يكبر و معه سيفه و المسلمون من الخارج يرددون تكبيره.

فلما رأى الروم ذلك أعتقدوا أن المسلمين قد ظفروا بالحصن، ففروا، و عمد الزبير إلى باب الحصن المغلق من الداخل ففتحه وأقتحمه المسلمون من الخارج.

المصادر:
البداية والنهاية.
الكامل في التاريخ.
تاريخ الرسل والملوك الطبري.
النجوم الزاهرة في اخبار مصر والقاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى