مقالات

«العيب»..الكلمة الرائدة القائدة فى زمن الآباء والأجداد 

كتب – د. صالح العطوان الحيالي

الكلمة الرائدة أو الكلمة السابقة التي عاشت مع الأجيال السابقة أو الأجيال الذهبية سنين ترافق الأدب والغيرة والستر والإحترام، التي عاشت مع الأجيال الذهبية أما الآن فاضمحلت كلمة عيب او بالأحرى تلاشت ولا يعرفها الا من عاش تعريفها وفهمها ، والعيب هو نقصان في أصل الشيء أوفي صفاته ، يا ترى أين ذهبت كلمة عيب وأين هم الناهون عن العيب ؟ .

كانت قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد ، حكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة، تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء .

تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في أحرف .

تحياتي لأكاديمية “عيب” التي خرّجت زوجات صابرات ،
صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة،أبجديات عيب جامعة بحد ذاتها ، وحروفها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف .

غلق أجهزة التلفزيون لمدة أسبوع عندما يتوفى أحد من القريه مراعاة لشعور الآخرين فى مشهد انسانى وأخلاقى عظيم .

بحروفك يا كلمة “عيب” : قدَّر الصغير الكبير ، واحترم الجار جاره ، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق .

كان الأب يقف ويقول عيب : عمك ، خالك ، جارك، معلمك ، سَلِّم ، سامح . ارفع الخبزه عن الأرض وقبلها
كان يقال للبنت : “عيب” لا ترفعي صوتك ، عيب لا تلبسي كذا ، فتربت البنات على الحشمة والستر والأدب .

وتربى الشباب على غض البصر ، عيب لا تنظر للنساء . لاترفع صوتك بوجه أستاذك . لا تَهْزَأ من المُسن .

وتربى الصغار على عيب لا تنقلوا سر الجار والدار .

( عيب ) كانت منبراً وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة عيب!!! رحمك الله رحمة واسعه ياعيب .

تعلمنا وتعودنا على فهمها من الطفولة وحتى الشباب والى المشيب ولذلك كان جيل الأجداد وما سبقهم يسمى بالجيل الذهبي الذي قدس معنى كلمة عيب وطبقها بحرفنة وحرفية عالية. فكان التواصل والأدب والاحترام ساريا بينهم إلى أيامنا هذه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى