محمد حسونه
تأخرت عملية بدء المحادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تأخر إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة.
أفادت صحيفة يديعوت آحرونوت، اليوم الأحد، أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد لانعقاد اجتماع المجلس الوزاري الأمني (الكابينت) لبحث بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، ولفتت إلى أن «مسؤول سياسي» صرح أمس لوسائل الإعلام بأن الاجتماع سيعقد فور عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة.
وأوضحت يديعوت أنه نتنياهو سيغادر واشنطن اليوم الأحد، لذا فإن وزراء الكابينت لن يجتمعوا إلا يوم الثلاثاء أو ربما الخميس.
وتابعت، أنه مع عودة نتنياهو الليلة إلى إسرائيل، سيعقد اجتماع للحكومة، ولكنه سيبحث بشكل عام مسألة تشكيل لجنة تحقيق حكومية في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك في إطار السقف الزمني الذي حددته المحكمة العليا لتشكيل اللجنة.
وأصدرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين أمس بيانا، في أعقاب تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين، طالبت خلال مجلس الوزراء بتواصل عملية التبادل للافراج عن كافة المحتجزين من قطاع غزة.
وفد بلا صلاحيات
في هذه الأثناء، غادر وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، وانضم إليه هذه المرة منسق شؤون المحتجزين والمفقودين بجيش الاحتلال، غال هيرش، ومسؤول كبير في الشاباك، في ظل تغيب رئيس الشاباك، رونين بار، ورئيس الموساد، ديفيد برنياع.
إلا أن عائلات المحتجزين أعربوا عن عدم ارتياحهم من تشكيل الوفد الإسرائيلي، موضحين أن هذا الوفد غير مخول لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق، بل فقط مواصلة المرحلة الأولى التي تجري حالياً.
وطالبت العائلات نتنياهو بإرسال وفد التفاوض إلى قطر بتفويض واضح وكامل لإتمام الاتفاق بشكل عاجل، حتى عودة آخر محتجز، بطريقة وفي موعد معروف مسبقاً.
وأمس قال موقع واللا العبري، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، إن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لن تبدأ قبل أن يحسم الكابينيت موقفه في اجتماعه المقبل، مشيرا إلى أن مغادرة الوفد المفاوض إلى الدوحة «مجرد خطوة رمزية».
وأوضح مسؤول للموقع إن قرار إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لإظهار حسن نية للجانب الأميركي بعد ضغوط مارسها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في الوقت ذاته، نقل واللا عن مصادر مطلعة، قولها إن رئيس الموساد قلص تدخله في قضية المحتجزين خلال الأيام الأخيرة إثر الصدام مع نتنياهو.
وقال المسؤول إن نائب رئيس الشاباك السابق الذي تم تعيينه في الطاقم المفاوض بدل رئيس الشاباك، يحمل مواقف نتنياهو ويرفض استمرار بقاء حركة حماس في قطاع غزة ضمن المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية
ووفقا للاتفاق، كان من المفترض أن تبدأ المناقشات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من الاتفاق، أي قبل أسبوع تقريبا، إلا أن نتنياهو قرر في هذه الأثناء عدم إرسال وفد لبحث استمرار الاتفاق خلال زيارته للولايات المتحدة، واعتبر أن المحادثات التي أجراها خلال زيارته مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والتي جرت في السادس عشر من الشهر الجاري، بمثابة بداية للمناقشات المنصوص عليها في الاتفاق.
وبعد الدفعة الخامسة، بقي 76 محتجزا في قطاع غزة، ومن بين 33 محتجزا من المفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، تم إطلاق سراح 16 حتى الآن، إضافة إلى خمسة تايلانديين خارج إطار الاتفاق.
ويتبقى للمرحلة الأولى من الاتفاق ثلاث دفعات أخرى، ومن بين المحتجزين السبعة عشر المتوقع إطلاق سراحهم فيها، ثمانية جثث.
وفي المرحلتين التاليتين، سيتم إطلاق سراح ثلاثة محتجزين في كل مرة، وفي الأسبوع الأخير، سيتم إطلاق سراح 11 محتجزا، بما في ذلك – وفقًا للاتفاق – هشام السيد وأفرا منغستو، الجنديين اللذين ظلا في قبضة حماس لمدة عقد من الزمان.